الفصل الثالث (تأجيل القضية)

42 6 0
                                    

الفصل الثالث"تـأجـيـل الـقـضـيـة"
روايـة (لا يُـمـكـن بـدون أمــل)

" هل رأيتِ أحدًا يخاف الحرية؟! ، لقد وقعت أسيرًا بِحُبكِ ، وأخشى حريتي"

-----------------------

وهنا قاطعته ”حياة”:
"احنا هنكتب كتب الكتاب دلوقتي"

نظر ”أدهم” بدهشة لها ثم عقب:
" ايه؟! "

ابتسم ”أحمد” ثم قال بنبرة مستفسرة:
" أنا مش فاهم ايه اللي حصل؟، وكنتم فين من بدري وكل حاجة اتأجلت ليه يا ابني؟ "

لم يجد رد فعل من ”أدهم” فكان في عالمًا آخر  ينظر لها ، هل حقًا قالت ذلك ، ولكن لحظة ، ماذا سيحدث الآن، ماذا إن قالت ذلك لمجرد الشفقة ، هي لم تختارني ، بل كل ما في الأمر شعرت بالشفقة عليك أيها الأحمق ، ولكن لا يجب أن يفعل ذلك أي شخص ، ماذا عن لاحقًا عندما لا تشعر بذلك ، ستتركني بكل تأكيد ، ولا يمكنني الرفض والهروب الآن ، قلبي لا يمكنه تحمل فعل ذلك بها ، آهِ من هذه الأفكار الملعونة ، ضربات قلبي أشعر بأنها مسموعة من كل الموجودين ، مهلًا كيف كانت تحدث عملية التنفس ، رغم دراستها في العديد من السنوات الطويلة ، أشعر بأني سأختنق..

قال ”أدهم” محاولًا أن يبدو طبيعيًا بصوت متقطع ثم خرج من المكان لكـي يستطيع التنفس وتدارك الموقف:
" أنـ..ا هـ..طلـع أتصل بالمأذون ، هـو.. هو بإذن الله شوية وجاي، وهنحكي لحضرتكم كل حاجة ، ”حياة” هتشرحلكم"

" مفيش حاجة كان في مشكلة صغيرة واتحلت خلاص هبقى أقولكم عليها،  أنا هروح اتصل بـ”أمـل” اعرفـها، عن إذنكم" قالت ”حياة” ذلك ثم خرجت تتبعه.

قال ”أحمد” موجهًا لرقية بسعادة:
" على بركة الله ، شايفة العيال ، الواد ”أدهم” من الفرحة مش عارف يتكلم كويس"

عقبت ”رقية” وهي تضحك:
" ايوا فعلًا ،الحمد لله والله ، ربنا يسعدهم يارب"

----------------------------

خرجت ”حياة” تبحث عنه بالأرجاء، لتجـده واقفًا مستندًا على الجدار بيديه يحاول التنفس لذا هرولت إليه وقالت بصوت قلِق:
" ”أدهم” ، أنت كويس ، اعمل ايه اتصل بـ”أمل” طيب؟ ، أدهم قول اي حاجة "

ليحاول الآخر إخراج صوته ولكن دون جدوى فهو في ذروة التوتر الآن ، يريد أن يتنفس ، من المفترض أن التنفس يحدث دون وعي ولكن لمريض القلق النفسي فهو يشعر أنه يعاني لكي يفعل ذلك.

لم تتحمل ”حيـاة” رؤيته بهذا الشكل ، لذا استسلمت دموعها التي حاولت كبحها عن النزول وبكت ثم تحدثت معه وهي تحفزه على التنفس:
" أنت هتبقى كويس ، أنا هكلم ”أمل” اسألها لو في علاج، اتنفس معايا ، بصلي كدا ، اعمل زيي ، كل حاجة كويسة ، وكل حاجة هتتعدل ، أنت كويس ، وهتبقى أحسن ، يلا اتنفـس"

ذهبت تلك النوبة وبدأ ”أدهم” يهدأ تدريجيًا وحاول إخراج صوته ليقول لهـا:
" متعـ..يطيش ، متعيطيش بسببي "

لا يمكن بدون أمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن