الفصل العاشـر(فـي المستشفـى)

24 2 0
                                    

الفصل العاشر"فـي الـمـسـتـشـفـى"
روايـة (لا يُـمـكـن بـدون أمــل)

عندما تحب إنسانًا حبًّا حقيقيًا صادقًا؛ فإن صدرك يكون ميدان أفراحه وأحزانه معًا، دمعته في عينك، وزفرته في صدرك، وسكينته في روحك!
- وجدان العلي.

-------------------

كلمة النقي تعني الشئ النظيف الخالص من أي شوائب، وكذلك هي، الفتاة النقية الخالصة لأي سوء، بريئة، ترى الكون جميلًا، لا تدرك وجود أشخاص سيئة، بل اقتنعت أن كل السيئون هم بالأصل جيدون ولكن بعوامل الزمن قد تغيروا.

ها هي الآن تنام على أحد السرائر في المستشفى، لا تعي ما حولها، ولكن الحزن كل الحزن في قلوب أحبائها، هم من يشعروا بتلك المدة الصعبة، لطالما كان الإنتظار هو أصعب شعور.

جلس هو تفيض عينيه بالدموع، توقف تفكيره عن كل شئ، فقط يفكر في تلك النائمة، صغيرته المدللة.

عادت"أمل" بعد أن ذهبت لشراء الماء، وقامت بتوزيعه على الموجودين، ووصلت أخيرًا لـ"يونس" لتجلس بجانبه وتنظر له بحزن بعد أن ناولته قنينة المياه.

لم يتحدث إليها أبدًا، هو فقط منغمس بتفكيره وكأنه ليس معهم هنا بل في عالم آخر ، حاولت التخفيف عنه قائلة بنبرة هادئة لطيفة:
"هتبقى كويسة يا "يونس" بإذن الله، ادعيلها ، وبعدين أنا شفت اصرارك، ومتأكدة أنها شبهك وقوية زيك، متقلقش، ربنا هيطمنا عليها بإذن الله"

نظر "يونس" مبتسمًا لها بعينيه المليئة بالدموع، وبادلته هي الابتسامة فتعلقت عيناهما ببعض، في بعض الأحيان تكون النظرات أقوى من العناق، ذلك الأمان بعينيها الممتزج بالأمل تمنى أن ينظر إليهما للأبد.

قاطعت تلك اللحظة "جميلة"، فقد كانت تتابع ما يحدث بنظرات حقد، اقتربت قليلًا منهم ووجهت نظرها لـ"يونس" قائلة بنبرة باكية مصطنعة :
""سعاد" هتقوملنا بالسلامة يا يونس مش كدا؟!، أنا خايفة أوي يا يونس"

أجابها وكانت ما زالت عينيه معلقة بـ"أمل" ، لم يبعد رأسه عنها، فنطق بنبرة جامدة:
"بإذن الله هتبقى كويسة"

ثم حرك رأسه نحو "جميلة" وقال بعد أن وقف من مكانه ليذهب:
"متخافيش يا "جميلة" هتقوم بالسلامة بإذن الله"

ثم وقفت الأخرى داعمة إياها هي الأخرى قائلة بحب:
"متعيطيش يا "جميلة" متخافيش واقعدي ادعيلها علشان تقوملنا بالسلامة بسرعة"

نظرت لها الأخرى بضيق ثم أومأت رأسها ورحلت تقف جانب خالتها. قال"يونس" بنبرة جامدة:
"أنا هنزل تحت شوية وجاي لو حصل أي حاجة اتصلوا بلغوني"

حين أوشكت "أمل" على الحديث نطقت "جميلة" مقاطعة إياها:
"متقلقش هكلمك علطول"

رحل من أمامهم، تعجبت "أمل" من تصرفات "جميلة" ونظراتها الغير مبررة، ولكن لم تبدي ردة فعل، فالان ليس وقت الاستفسار، ذهبت إلى "كريمة" وضعت يدها على كتفها قائلة بحب:
"خير يا طنط بإذن الله، قومي معايا لو عايزة اشوف مكان ترتاحي فيه شوية، بدل القعدة دي"

لا يمكن بدون أمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن