الفصل الثاني عشر (يا أملـي)

21 1 4
                                    

الفصل الثاني عشر" يـا أمـلـي!"
روايـة( لا يُـمـكـن بـدون أمــل)

"لا خـيـر بعــــدكِ فـــي الحــــياة وإنــما.. أبــــكي مخـــافـة أن تطـــــول حـيـاتـي"

-علي بن أبي طالب ﵁  في رثاء السيدة فاطمة

-------------------

هل أتيت نجدةً لقلبي، كنت وحيدة؛ فأصبحت رؤيتك  بمثابة رفيق لقلبي، وإن لم تكن تعي، وجدت بك الدفء الذي بحثت عنه طوال الوقت..

كان الجميع متأثر بحديث ”حسين" وأسلوبه حين قال منهيًا حديثه:
"﴿وَمِن آياتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا لِتَسكُنوا إِلَيها وَجَعَلَ بَينَكُم مَوَدَّةً وَرَحمَةً﴾ ربنا قال لتسكنوا إليها، فكرة السكن، شخص هتشاركه حياتك كلها، أصبح أحب وأقرب الناس لقلبك، أرحم الناس بك، فـ سبحان من زرع حب إنسان في قلب آخر، رزق كبير جدًا، ربنا يرزقنا جميعًا" قال كلماته ونظر إليها ووجه نظره نحو عينيها تحديدًا ليفكر متمنيًا أن تصبح هي رزقه.. أن تكون هي من يسكن إليها، ولم تختلف عنه كثيرًا ،فهي بالفعل تشعر تجاهه بالإعجاب، تود الآن لو تذهب إليه لتعلن عن موافقتها المتأخرة.

قالت"أمل" بنبرة جامدة:
"جميلة اوي القصة يا ”حسين" ربنا يبارك فيك يارب ويرزقك الذرية الصالحة" قالت كلماتها الأخيرة بمكر موجهة نظرها نحو ”شذى” لتتوتر الأخرى ووكزتها، فاخفى هو ابتسامته وعقب قائلًا:
"جميعًا يا ”أمل” ، المهم يا حياة أنتِ وادهم لازم تعرفوا قيمة بعض، ولازم تتعلموا المشاركة كويس، مدخلوش ناس غريبة، لكن أنتو خليكم لبعض السند"

نظر كلًا من ”حياة" و"أدهم" لبعضهما بعتاب ، وقاطع تلك اللحظة سماعهم صوت الجرس ، واتجه "أدهم" نحو الباب ليفتح، وقد كانت أفراد عائلته:
"منورين يا جماعة والله، عرفت من أدهم انكم هنا احنا نتغدى سوا بقى، أنا طبخي لا يعلى عليه وهتندموا لو مجربتوش" قالت ذلك"علا" مرحبة بهم.

فعقب"حسين" مستخفًا:
"لأ حيث كدا يبقى نجرب، انا مبحبش أندم على أي حاجة"

ابتسم الجميع ،قال ”إياد" بنبرة طفولية بعد أن توجه نحو "حياة":
"عاملة ايه؟، كنت مستني انك تنزلي عندنا علشان وحشتيني فلما ماما قالت انها طالعة جيت معاها"

عانقته الأخرى ثم عقبت له بحب:
"يا روحي أنا، أنتَ تطلع في أي وقت، ايه رأيك أعرفك على الموجودين؟"

فاومأ رأسه موافقًا، لتبدأ بتعريفه عليهم، وبعد أن انتهت، قالت ”لين” بضيق:
"ايوا هو عرفنا ، واحنا طيب عايزين نتعرف، وبعدين ممكن تبعد عن عمتي لو سمحت؟!"

فأجابها الصغير بنبرة غاضبة:
"أنتِ ضيفة علشان كدا مش هرد عليكي، بس كدا كدا هتمشي وعمتك هتفضل هنا"

فغضبت الصغيرة منه وذهبت تجاه حسين ليحملها هو على قدميه، وعقب لهم بمرح ثم وجه حديثه نحو الصغيرة:
"هتبقى مشكلة لما تكبر، بتغير على كل الناس، لا حول ولا قوة الا بالله، ايه يا لولي يا حبيبي، ايه اللي حصل دلوقتي علشان تكشري كدا؟"

لا يمكن بدون أمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن