الفصل الخامس ( زواج مُـبارك )

45 6 4
                                    

الفصل الخامس" زواج مُـبـارك"
روايـة (لا يُـمـكـن بـدون أمــل)

"نحنُ نحتاجُ للآخرين, لانعكاسِ صورتِنا بأعيُنهم, حتّى وإن مروا بنا مرورَ الكرام, يكفي أنّ نظراتِهم إثباتٌ لكوننا على قيدِ الحياة, نتنفّس, نعيش, ويشعرونَ بنا"
-د.حنان لاشين
-------------------------
تلك الغرفة المريحة للنظر ، ذات اللون الازرق الداكن قليلًا ، المليئة بـرسومات بسيطة اختارتها صاحبة المكان بنفسها ، فذلك المكان يمكن أن نطلق عليه "صُنع بكل حب" حيث كل ما فيه يرمز لتلك الشخصية، اللوحات القديمة المعلقة على الحائط، فهي تحب كل ما هو قديم وبسيط، تلك النباتات الطبيعية والأزهار الموجودة بـمسافة قريبة من النوافذ، فكم عشقت الطبيعة!،  فهي منذ قررت أن ينشأ هذا المكان وعزمت بأنها ستحاول بأقصى ما لديها ليبعث هذا المكان في نفس كل من سيدخله "أمل"

" أنا عايزاكي توعديني مفيش أي حد يعرف أني جيت هنا يا دكتورة" قالت ذلك إمرأة يبدو عليها القلق والقليل من الندم من أنها قد أتت هنا ، تجلس على أحد الكراسي المريحة للجلوس وأمامها ”أمل”.

عقبت ”أمل” محاولة في أن تطمئنها بطريقة مازحة لتزيح ذلك الحاجز بينهم :
" أول حاجة ممكن تقوليلي أمل عادي ، ويا ستي أنا مش بس هوعدك ، لكن كمان هكلمك من جانب تاني مهم، عارفه ايه عقوبة إفشاء أسرار المرضى، لو تعرفي مش هتقولي اوعديني أكيد، بيدفع مبلغ من عشرة لعشرين ألف جنيه تقريبًا ، وفي عقوبة أنه يتسجن ست شهور ويدفع غرامة، يعني أنتِ في ثانية لو عايزة تبلغي عني هدخل في مشاكل أنا في غنى عنها" 

لتبتسم الأخرى قليلًا ثم تكمل ”أمل” بنبرة جدية هادئة :
" متقلقيش والله، أنا عمري ما حاجة بتتقال هنا بتطلع بره ، غير بموافقة المريض ، يعني أنتِ لو جاية مع عيلتك حتى، مش هقولهم غير بإمضاء منك على ورقة إنك موافقة يكون في مشاركة لحالتك"

لتعقب الأخرى بعد أن تنهدث بعمق إثر اطمئنانها:
" طيب أنا مش جاية علشاني أنا ، أنا جاية علشان جوزي"
--------------------------
بعد مدة من تجوال الشباب بسيارة ”فارس” ، وقد تحدثوا وتعرفوا على بعض قليلًا ، توقفوا عند أحد الكافيهات المطلة على البحر ودلفوا للداخل وقد طلب كل منهما مشروبًا ، ليكملوا حديثهم منذ توقف.

"طيب وأنت يا ”يونس” حاسس أنك غريب هنا ؟" سأل ”تيام” مستفسرًا بعد أن سرد ”يونس” بعض حكايته.

زُيِّنت على وجه الآخر بسمة وعقب بنبرة جامدة:
" لأ ، وعمري ما حسيت بالغربة هنا في مصر ، مقتنع بجملة "أينما رزق الإنسان فذلك موطنه" والقصد هنا مش رزق فلوس بس، لكن رزق في كل حاجة، رزق في صحة، رزق في عيلة طيبة، رزق في صحاب كويسين، في جيران مش مؤذية ، رزق في شغل مناسب، في زوجة صالحة، في تعليم، وكل حاجة بقى، فـ الحمد لله أنا ربنا رزقني بـ خير كتير، فعمري ما حسيت بغربة هنا"

لا يمكن بدون أمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن