الفصل الثامن(سـعــادة قـريـبـة)

40 3 4
                                    

الفصل الثامن"سـعـادة قـريـبـة"
روايـة (لا يُـمـكـن بـدون أمــل)

الزَّوَاجُ سكِينة،
فلاَ تَقبل بناءَ حَياتك مَع أحَدٍ لا يقْبَله قَلبُك!
- وجدان العليّ.

-------------------------

"أنظر إليها وأشعر بأني تائه وسط غابة ، والعام في عينيها كله ربيع ، الأشجار فيه مشبعة بالخضرة، قد أكون تائه ولكن هل يـود التائه أن يبقى في متاهته ، لقد ضعت في عينيكِ ، ولا أريد الرحيل عنهم."

مشت "شذى" في الطرق ، لا تعلم مقصدها إلى أين ، كل ما تفكر به أن تبتعد عن ذلك المكان ، فبعد العرض الذي قام به "حسين" كان جوابها هو الرحيل من المكان.

تعقبها "حسين" ليرى إلى أين تذهب ، لم يفهم الآن ما الذي حدث ، هل رفضته أم أنها خجلت لذا هربت من الأمر ، يجب أن يضع النقاط على الحروف ليتضح كل شيء.

دخلت "شذى" إلى أحد الشوارع الخطيرة، حيث لا يسكن بها العديد من البشر، فكان الشارع خالي تمامًا من أي أحد، كان الشارع ضيق لذا صفَّ "حسين" سيارته في أحد الأماكن ونزل من السيارة ليتبعَّها محدثٍّا نفسه بصوت منخفض:
" رايحة فين المجنونة دي في الشارع الغريب ده؟"

شعرت هي بالخوف حينما نظرت حولها ولم تعرف أين هي، وليس هناك أي شخص بجانبها تستطيع أن تسأله ، قررت أن تعود عندما رأت مجموعة من الشباب القادمة فـمشت بخطوات سريعة في الاتجاه المعاكس لهم علَّها تخرج من هذا الشارع ، رأت الطريق الرئيسي أمامها لذا شعرت بالآمان قليلًا.

" بتعملي ايه هنا؟" انتفضت هي من الخوف ، أغمضت عينيها، وتسارعت نبضات قلبها بشدة، حاولت أن تصرخ بأعلى صوتها، آملة أن ينقذها أحد وينجدها من هذا الموقف.

-------------------------
في منزل عائلة "الشابي" ، جلست "سعاد" برفقة ابنة خالتها "جميلة"

"جميلة العنايني": ابنة خالة لكل من "يونس وسعاد"، تدرس في جامعة الحقوق، فتاة سمراء ذات عينين بنيتين، منذ صغرها وهي تشعر بالغيرة من "سعاد" ، فكان الجميع يمدح بجمالها وتفوقها على مدار السنوات ، وهي أيضًا معجبة بـ "يونس" ، سبق وأن أصرت على والدتها لتقوم بفتح الحوار مع خالتها ولكن قد رفض "يونس" أي علاقة بأقربائه وخاصة "جميلة" ، فيعتبرها كما أخته الصغرى.

قالت "جميلة" بحنق من حديث "سعاد" عن الفتاة المعجب بها أخيها:
" طيب شفتيها حلوة ولا شكلها عامل ازاي؟"

قالت الأخرى بضيق :
" مش عارفه يا "جميلة" والله ، "يونس" أساسًا مقالش غير أنه في واحدة معجب بيها ، وخد خطوة بس أنه يتعرف على باباها وبعد كدا هنروح معاه نتقدم رسمي بردو ونقرأ الفاتحة لو حصل نصيب ، يعني الحوار لسه مش واضح هيكمل ولا لأ."

قالت الأخرى بعد أن وقفت لتفكر قليلًا:
" أنتِ قلتي أنها زميلتك مش عارفاها ازاي مش بتقولي شافها في فرح صاحبتك؟، وهي بتشتغل ايه ومنين؟ ، ما تحكي كل اللي تعرفيه يا "سعاد"."

لا يمكن بدون أمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن