الفصل الرابع (لن أتخلـى عنـك)

50 6 0
                                    

الفصل الرابع "لـن أتـخـلـى عـنـك"
روايـة (لا يُـمـكـن بـدون أمــل)

"القلـبُ يُـدرك مالا عـينَ تدركُـهُ
والحُسْـنُ ما استحسنتْه النفـس لا البَصرُ"
- عبد اللّـه النحوي
---------------------

مر يومان ، ليكون اليوم هو يوم الجمعة ، انتهى كتب الكتاب بأفضل شكل دون أي مشاكل ، حيث ”أدهم” وعد نفسه ووعدها بأن يتغلب على ذلك الاضطراب من أجل حياته، ومن أجلها ، تلك الوحيدة التي شعر منها بأمان لم يعهده مع أي شخص.

جلست ”حياة” تفكر بسعادة في الأيام الماضية وتحديدًا منذ زواجها ،ليقطع تفكيرها نداء والدتها لها من خارج الغرفة:

" تعالي يا ”حياة” ، ”حسين” أخوكي عايز يكلمك" قالت ”رقية” لابنتها بعد أن نادتها عدة مرات.

خرجت ”حياة” مستجيبة لنداء والدتها وردت بحماس وفرحة:
"حبيب قلبي وقلوب الناس كلها عامل ايه ؟"

• ”حسين أحمد”: الأخ الأكبر لـ”حياة”، شاب يبلغ من العمر ثلاث وثلاثون عامًا ، يملك بشرة حنطية اللون وعينان عسليتان ، قوي البنية حيث كان دائمًا محبًا للرياضة منذ صغره ، تخرج من كلية التجارة وسافر للخارج للعمل في أحد الشركات ، شخصيته اللطيفة المتعاونة مع الجميع جعلته شابًا محبوبًا من قبل جميع أفراد العائلة ومن حوله.

" حياتي كلها ، واحلى عروسة ، أنا بخير الحمد لله ، طمنيني عنك ايه الأخبار ؟، وبعدين خلاص بقى اتجوزتي ومش معبرانا ، فين أيام ما كنتِ بتتصلي عشر مرات في الساعة ؟!" قال ذلك بخبث مزيف.

لترد هي بسخرية ثم عقبت قائلة:
" أنا أقدر يا باشا ، ده أنت الثري العربي اللي في عيلتنا ، وبعدين والله أنت عارف أنا اتسحلت في حوارات الجواز دي وكل ما أقول خلاص يطلع حاجة جديدة ، فـ الله المستعان يعني "

رد معقبًا بنبرة هادئة وبجدية:
" آمين يارب ، عارف والله يا حياتي ، ربنا يعينك يارب والله وكل حاجة تخلص على خير"
ثم رفع صوته قليلًا وأكمل بنبرة حنونة:
" وبعدين أنا محضرتش كتب الكتاب ، سيبوا كل حاجة بقى لحد ما اجي اعملها أنا، ومتتعبيش نفسك أنتِ"

قالت هي بحب يظهر في نبرتها ثم سألته مستفسرة:
"ربنا ما يحرمني منك أبدًا يارب ، ماشي يا سيدي تعالى أنت بس وهتتسحل معانا ، أنتَ هتيجي امتى صحيح ؟"

عقب مجيبًا مستخفًا :
" الأثنين الجاي بإذن الله ، عايز اجي ألاقي كل حاجة خلصانة وجاهزة، أنا كنت بعزم عزومة مركبية أصلًا"

رفعت حاجبها متفاجأة ثم ردت بمكر:
" بقى كدا يا أستاذ ”حسين” ، ماشي يا عم بكرا تحتاجني"

" قلبك أبيض يا ستي احنا اسفين يا صلاح,أنتِ تاخدي عيوني أصلًا يا ”حياة” وأنتِ عارفه كدا" رد هو مازحًا ثم أكمل مستفسرًا:
"هو فين القردة بتاعتنا صحيح مش سامعلها صوت"

لا يمكن بدون أمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن