الأقدار

124 18 0
                                    


الاقدارُ.. مخيفة.

لازلنا في المكان ذاته، حوض الاستحمامتملأ رغوة الصابون خصلاتي وانامل مينهو تفركها بنعومه مما جعلني أشعر بالنعاس

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.





لازلنا في المكان ذاته، حوض الاستحمام
تملأ رغوة الصابون خصلاتي وانامل مينهو تفركها بنعومه مما جعلني أشعر بالنعاس..

كانت تلك الممارسة مريعه.. مُرَّة، لا طعم لها.
إستشعرتُ وكأنه سيغادر يومـًا..
وكأننا نعلم بذهاب روح أحدِنا يوما ما.

"لازِلتُ احبك مينهو.."
اقول بينما لايزال الصمت يعجُ ذاك المكان.

"اعلم ذلك جيسونقآه."
الجفاء هو مايمكِنني تمييزه بنبرته.

"لا يزال صدري يرتجف عن رؤيتك.. وتبتهج روحي للقاء عينيك.. لا تزال عاداتي مليئة بك رغم إختفائك منها.

لا أزال اتذكرك عندما ارى المقهى المُفضل لنا
ولا أزال استمع الى قائمة الاغاني خاصتك..
أصبحتُ اتخيل لُقياك بعد يوم طويل وأن تحتضِنني بهدوء حتى انام..

حفِظت أسطر كتابِك المفضل، مُذكراتك
كُل شي يخصك..

أحبك مينهو لا بَل أعشقك.

ولكن ماهذا الفراغ اللذي يستحلني حتى بوجودك؟"

أردتُ البكاء ولكِنني ضعيف جدا لذلك.
شعرت بالوهن الشديد، أردتُ الاتكاء على احد ما
لا غيره.

"لازلت افكر بك جيسونق، نادم على انك احببتَ شخصـًا يائسا مثلي.."

وكما كان دائما ومازال مينهو يقرأ افكاري دائمًا.
اصابعه تسحبني للاتكاء على صدره الناعم..

"ماذا سيحدث لنا مينهو؟ الى اين سنصِل؟"
بدأتُ بالشهيق بقوه حتى أقسمت بأن حنجرتي تنزف.

"لا أعلم جيسونق. الاقدار لها ذلك
وليس لما سِوا الدُعاء."
يمسح على طول ظهري بعد رأسي..

"الاقدار تُخيفني..
ارجوك لا تتركني وحيدًا مينهو أصمد لأجلي رجَوتك"
أنظر الى وجهِه النحيل
عظام خده البارزه تكاد تقطعني
عيناه الفارغة تكسُرنِي، ضعيف انا معك ودونك.

يداه تضُمني اليه مجددا

"لا أعلم جيسونق انا فقط لا اعلم."

اللعنة عليك وعلى عِلمك.


كُنت أعيش اسوأ يوم في مَعيشتي طوال سنوات حياتي.
شعرت بأنني ندمت على الخروج من رحِم أمي سالمـًا.

لم أستطع النوم..
كلِمات مينهو لم تبُث اي أملٍ بي، بل أصبح وضعي اسوأ.

الصداع يستحل رأسي
عضلاتي تؤلمني
وأسفل ظَهري مؤلم بشكل مزعج.


الساعة حوالي الثالثة فجرًا ولَم تذُق عيناي النوم..
قررت التسلل لدى ليكسي.



وكانت فِكرةً سيئة تماما
كشِفت و طُردت بعدما بكيت بصوت عالٍ..

طِفل يائس جيسونق.

أجول الشوارع بهالةٍ كئيبة
تُشرق الشمس ولكِنها لاتزال لم ولَن تشرِق.

كالغريب عن هذا العالم ولكن لامكان لديّ سواه
رُغم يئسِه و سوءِ حاله لايزال اخر مالدي.

أيتُها الاقدار..
إرفقي بنا.

ألم ترَي حالنا؟
كيف بأنني لم اعد اتشوق لليوم الاخر

بأن لا رغبة لي للعيش بعد الان؟

كيف اصبح قلبي فارغًا كما جسدي من روحي؟

ألم تستنزفي مني مايكفي؟
تالله لم يعد بي طاقة للتمني
إرفقي بنا، بعزيزي ورجُلي، لأجله على الاقل.

مُذكرات العاجِزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن