14

1.8K 67 29
                                    

انجوي 
.
.



ضغطت على الجهاز وفجأه تشدّد جسد تايهيونغ بصعقات كهربائيه لاذعه من قعر الجحيم لتُحرق جسده ولتُشعل فيه سعير وزمهرير... الهي....!
وفوراً ما توقفت ، وارتعابٌ كسى وجهي حينما انهار تايهيونغ
مستلقياً يلهث بملامح مُرتعبه باهته ، وادمعه تملئ عيناه
،
ينظر الي بألم غيّم على عيناه وهمس لي بصعوبه " يكفي أبي " ولكن لشدّة غضبي وتخبّط مشاعري غدت اضغط على ذالك الجهاز وتشدّد جسده للمره الثانيه لأظل متيبساً مكاني ناظراً للطريقه التي يهتزّ جسدَه بها بقسوه اثر تلك الصعقات الكهربائيه ، تغلغلت اطرافه لتُعذِّب روحه ولتسقُط ادمعه وكأنما لذعات من الجحيم احرقت کامل جسده.....
وفوراً ماتوقفت كذالك لينهار جسده عائداً لوعيه ، والرعب
يملئ وجهه ، المّ حاوطه ليرعش انفاسه ، وبكى فوراً وتساقطت ادمعه ، مُقيداً على السرير وروحه ترتجف الماً ، ونظرت عيناه للسماء وكأنه يُحارب ان لا يفقد وعيه ، وحرّك عيناه للجانب لتتقابل عيناه مع عيناي ، وقال لي بأكثر نبره باكيه مُنكسره بألم تغلغل نبرته متوسلاً " يكفي أبي حُباً بالإله اشعر بي سأموت.. "


ولكني تذكرت عظم ذنبه ، وسوء قراره ، وهو يتوسلني ان اوقف تعذيبه ولكن الرّب لن يتوقف ، بل انه سينزل عليه عذاب الجحيم ويُعاقبه لذنبه ، لذالك ابتلعت شفقتي وفوراً ما عُدت اضغط على هذا الجهاز ليرتجف جسده بقسوه شديده يهتز على هذا السرير ، عيناه كادت تخرج من رأسه انفاسه انذبحت ، واطرافه احمرّت وكادت تتفجر دماً ، وضعت وسط ارتعابي مُتخيلاً ان الرّب سيُعذبه اقسى من هكذا ، ولم اشعر بنفسي حينما ضُعت في افكاري وضللت ضاغطاً على هذا الجهاز الا حينما اغمض تايهيونغ عيناه ، واما انه فقد وعيه ام انه مات!!!....
وصدمه ارتطمت بقلبي ، وفوراً ما تعثرت حينما دفعني الطبيب بارك والإرتعاب ملئ وجهه ، واصطرخ يُطفئ الجهاز ويحرّر تايهيونغ صارخاً بخوف شديد " الهي لقد قتلته ، الهي لقد قتلته لعنك الإله لقد قتلته!!!... .
واقفاً مكاني والخوف يملئني ، ناظراً اليه كيف يهزه الطبيب بارك مرتعباً صارخاً مُحاولاً ايقاضه ولكن لم يستيقظ وشعرت وكأنما الدنيا توقفت لوهله ، ولا اعلم لما قلبي كاد يموت خوفاً ، وكدت انهار مكاني ، واني اردت تعذيبه واعادته للسراط ولكن قلبي يرفض ذالك ، اردت قتله وارساله للإله ولكن قلبي لازال لا يُريد ذالك! اردت انتزاع روحه ولكن روحي تتخبّط خوفاً لا تُريد خُسرانه ، فـ هو يصل إبني ، إبني الذي قتلته...!!
ظللت صامتاً باهتاً واقفاً مكاني كالأبله تماماً ، ارى الطبيب

بارك يُحاول انقاذه بكامل قوته ، ولم اجد نفسي الا وانا في طوارئ المستشفى يُحاولون إسعاف تايهيونغ ، وبي لازلت واقفاً بصمت تام ، وانقذوه بصعوبه ، فتلك الصعقات ليست بمزحه ، انظر اليه كيف يستلقي على السرير مغمضاً عيناه والمغذي داخل يده ، ولم يمُت ، بل ان قوته تلاشت وكاد يموت ، وندمي سيطر علي ، كل الذي اردت فعله ان أنقذه وأعالجه ، لا ان اوصله لحافية المؤت...!
وجلست اشغر بساقاي ترتجف خزناً ، حُزناً على حالي وحاله وحالنا جميعاً ، لا أريد ان اقتله ولا أعذبه ولا شي ، كل الذي ابتغيه ان أنقذه ، ان اجعله يستوعب جنون ذنبه ولكنها انا حاولت انقاذه وكدت اقتله ، الهي ماللذي يجب
ان افعله أقسم انّي لا اقوى الصمت ومشاهدته يجر نفسه واهله للجحيم معه ، لا اقوى على الصمت لا اقوى ، والرّب لا اقوى ، وها انا اسرفت بالندم الهائل واشعر بأني بالغت في محاولة اصلاحه بطرق وحشيه ، ولكن اخبروني حُباً بالرب ما يجب علي ان افعل....؟
جلست وانفاسي باهته، يداي ترتجف لشدّة انكساري ، اعيش هم لا يعلم به احد ، سوا هذا الطفل الصغير ، الذي يُخبرني بأنه واقعاً في حُبي ، واتكئت بوجهي على حافة السرير ونظرت اليه واقعاً فِي حُبي!! وماذا يعرف هذا الطفل الصغير عن الحب اكلام ألقي على مسامعه! ام افكار جامحه ويُحبني ! ويتفوّه بالغرام الخفي ويُهلكني بكلماته . ابلها غبي طفل بري! وماذا يعرف عن الحب...؟
وها انا متندم على فعلتِي، مُتندِمٌ على قسوتي به ، واني مهما اطحت به عذاباً هو لايزال إبني ، ولا اقوى تحمل بكاءه ، ولكن اعترافه بحبه لي كان قادراً على قتلي ، واضاع عقلي ، وجنني ، جعلني أنزل عليه كل عذاب استطعت فعله
ولكني نادِم ، ولا أريد شيئاً سوا ان أعيده لعقله ، ونظرت عيناي لشحوب يداه ، وبهوت شفتاه ، وتورد وجنتاه التي اختفى وابدله تعب شديد ، يجعلني أريح جبيني على السرير و همست بحسره عظيمه على حالي " الهي لتنقذني ولتُنقذ هذا الطفل الصغير من العذاب، الهي هو ليس الا طفلاً غبي : الهي لترحم براءته
ولم اشعر بنفسي الا حينما اغمضت عيناي وتمت بتعب مكاني ، وقلبي لم ينم بل تجرّع قسوتي ، وقت طويل مرّ وعندها فتحت عيناي واذا بالسماء مزرّقه ، ونظرت للساعه واذا بها الخامسة عصراً ، والجو بارد ، اخذت خطاي للحمام وغسلت وجهي وغدت مكاني انظر لهاتفي ، وتحدثت مع الطبيب بارك الذي يسأل مُرتعِباً عن تايهيونغ ويلعنني ، واغلقت في وجهه لأن رأسي اساساً سيتحطم الماً ، وجلست على الأريكه منتظراً استيقاظ تايهيونغ ، ومرت ساعات وساعات ، وهاهو اخيراً أن بخفه فاتحاً عيناه....
يداي اسفل ذقنِي مُتكئاً انظر اليه متصنعاً البرود ، وقلبي
من
يرتجف رغبتاً بالتأكد سلامته ، عيناي تهتز خوفاً على حاله ، وظللت طوال الأمس اتخيل انه مات لقسوتي به ، وعندها كيف سأكمل حياتي؟ كيف سأستلذ العيش وانا قتلت إبني في محاولة اصلاحه؟ كيف سأنام مرتاحاً مُنعماً بعذابه ؟ تخيلت انّي قتلته ، وبُت قاتِلاً لإبني الوحيد؟ كيف سأحتمل الألم واعيش بعده الهي!...
ونظر الي بذبول عيناه ، وفورما تقابلت مقلتينآ بكى انسابت ادمعه بصمت تُخبرني بعظم المه ليتهشم قلبي : وحسره داهمتني كارهاً وصولنا لهذا الحال ، ولطالما ضربته
ولكن ليس لهذه الدرجه ولا بهذه القسوه! عقابي لهم لا يتخطى حدود حزام بنطالي، ولكن الأن وصلت للدرجه التي اصعقه بالكهرباء وكاد يمؤت!! الهي!!.. لم احتمل هذه الفكره
لترتجف يداي وارتجف صوتي ليسأل قلبي عوضاً عني كيف حال قلبك؟ "
سألته عن قلبه بسبب احاديث الطبيب عنه ، مُخبراً اياي بأن قلبه تأثر بشدّه اثر تلك الصعقات الكهربائيه ، وانه بات هيناً ولا يجب ان نقسو عليه او تخيفه او يتعرّض لصدمات قاسيه لكي لا يرتعب قلبه وتخاطر بحياته ، ونظر الي وعبوس کسی شفتاه ، وحُزن غيم على عيناه ، ودموعه انسابت بحزن شديد ليجيبني بإنكسار صوته " قلبي؟ قلبي حزين أبي؟ لم تؤلم قلب تايهيونغي هكذا؟ "
تايهيونغي!! الهي يافتى لا تتحدّث هكذا!! كلماته تزيدني حُزناً وكرهاً عليه ، حزيناً على حاله ، على ضعفه وانكساره ، وكارهاً خضوعه لأكاذيب قلبه ، فمن المستحيل ان يكون عاشقاً لي حقاً ، لا يوجد حُب حقيقي بين الأب وإبنه ، الا الحب الأبوي ، اما غرامه الدنيء مستحيل وهو فقط مريض نفسي ويجب ان يتعالج وسينسى هراء حُبه لي.
ولم أجيبه على كلامه بل انّي جالساً لا اعلم ما افعل ، وهاهو بسط كفه لي ليقول وسط بكائه " خُذ بيدي " ولم ااخُذ بیده"

قُبلات الجَحـيِم | 𝐓𝐚𝐞𝐤𝐨𝐨𝐤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن