"كوني مثل عائشه"
أنتهت نزهت عائشه ورجعت مع حذيفه للمستشفى مره آخرى
أثناء دخلوهم للغرفه الخاصه بها وجدوا والدها يجلس ع الكرسي وتبدو على ملامحه الغضب
عائشه : السلام عليكم
والدها وهو يمثل الغضب: وعليكم السلام كنتي فين
عائشه بخوف وتهته تشير بيدها للخارج : كن كنت ...
قاطعها حذيفه : كنا بنمتشى بره شويه ياعمي
والدها : يعني عائشه زحلقتني انا وأمها علشان تخرج معاك وأتأخر براحتك يابابا امشي ع مهلك يابابا ونعم التربيه يابنتي
حذيفه بضحك أقترب من والد عائشه وهمس له قائلا : بلاش الكلام دا ياعمي دي هبله وهتصدق وانا ماصدقت تاخد عليا ونوصل للمرحله دي
والدها وهو يمثل الحزن وضع يده ع رآسه قائلا : يا للعار بنتك ياسليم خرجت مع واحد ولوحدها وراجعه الساعه 10
عائشه بحزن نظرت لحذيفه قائله: مش قولتلك أنا مش مصدقه اني مراتك اهو بابا زعل اهوه
ثم نظرت لوالدها بإستعطاف: بابا أنا اسفه متزعلش مني هو ال ضحك عليا وقعد يقولي أننا متجوزين وينفع نخرج مع بعض عادي
حذيفه ينظر لها وهو يرفع حاجبيه بتعحب
عائشه : أنا معرفوش يابابا ارجوك متزعلش مني
حذيفه خرج عن صمته قائلا : نعم يااختي متعرفنيش
والدها : مش قادر أتخيل إن عائشه وافقت تخرج معاك بسهوله كدا عائشه ال من صغرها محدش غير محارمها لمس إيدها ولو حد جه يسلم عليها مكنتش بتتكسف تقوله مبسلمش وكانت تحطني ف موقف محرج بسبب كدا
ولما أزعل تقولي يابابا تتحرج من اي دي قوانين دينا ولازم نطبقها واحنا فخورين بيها
عائشه ال كانت ترفض تقعد وسط اولاد عمها او اي شباب من العيله وتهزر معاهم كنت أقولها عيب كدا ابن عمك بره أطلعي أقعدي معاه تقولي يابابا لو هقعد معاه هجيب اي راجل غريب البيت وأطلع أقعد معاه بردو
أقولها انتي إتجننتي ازاي تقولي كدا
تقولي يابابا ال يطبق على ابن عمي او اي حد من عيلتي يطبق ع الغريب بردو لأن كلهم مش محارمي
لما كانت صغيره وقالتلي عايزه ألبس نقاب كنت اول واحد أعارضها وأقف ف وشها واقولها عيشي سنك والبسي ضيق وبناطيل زي البنات بس هي بكلامها الجميل أقنعتني وكانت دايما تقولي أنا غاليه يابابا أنا اتخلقت علشان واحد بس ليه كل الناس دي يبقى ليها الحق تتفرج عليا
كانت تقولي عائشه بتحب نفسها كبنت وشايفه إن حجابها ولبسها الواسع مش تعقيد بالعكس دا بيرفع من قيمتها وبيخليها ماشيه وسط الناس بكل فخر لأنها مش سلعه رخيصه لاي حد يتفرج عليها
عائشه ال لما جالها الكانسر وطلبو منها إشاعات على مناطق معينه ف جسمها كنت بسمعها بتعيط وهي بتصلي بليلل وبتدعي ربنا يرزقها بدكتوره هي ال تعملها الإشاعات
كانت خايفه اي راجل يشوف جسمها حتى لو دا كان الدكتور وفعلا ربنا كان بيوفقها وتاني يوم نلاقي دكتوره هي ال هتعملها الفحوصات
عائشه كانت بتشوف كل أوامر الدين بحب كانت بتعمل ال الرسول وربنا قالوا عليه علشان بتحبهم مش علشان فرض عليها لازم تعمله وكانت دايما تقولي الطبيعي إن أي إنسان لما يحب حد هيسمع كلامه وعمره ماهيفكر إنه هيقوله حاجه تضره ابدا عائشه كانت بتفتخر بإلتزامها وعمرها مااتهزت أو ادايقة من اي كلمه حد يقولهلها على حجابها أو لبسها الواسع بالعكس كانت بتضحك وتقول لو لبسي دا جهل ورجعيه فأنا مبسوطه اوي بجهلي
ثم نظر لحذيفه قائلا : عائشه حافظت على نفسها طول السنين ال فاتت دي كلها ولما انت جيت بقت تهزر معاك بتسيبك تمسك إيدها عادي وبتخرج معاك كمان لوحدكوا حاجات كتير بقت بتعملها معاك انت وبس علشان هي فاهمه إن انت حلالها ال ربنا بعته ليها يعوضها عن السنين ال فاتت دي كلها
وع قد الواحد مابيتقي ربنا ف حياته ربنا بيبعتله شخص زيه بيتقابلوا على نفس الطريق وهو طريق ربنا بيكملوا مع بعض المشوار لحد مايوصلوا سوا للجنه وأيدهم مكلبشه ف بعض لو حد وقع التاني بيسنده ومحدش فيهم بيفكر يتخلى ع التاني لأنهم فاهمين إن الدنيا زائله والجنه هي دار القرار
عائشه كانت تسمع كلام والدها عنها ودموعها تسقط كأنها شلال ماء
والدها أقترب منها وقبل رآسها قائلا: أنا فخور إنك بنتي وإني رغم معاارضتي لإلتزامك وأوقات كنت بزعقلك واقولك عيشي سنك زي البنات بس انتي كنتي بتقوليلي يابابا انت هتتسأل عليا يوم القيامه وانا بحبك وعمري ماارضى إن النار تلمسك بسببي
عائشه أمسكت بيده وقبلتها وهي تبكي قائله : أنا ال فخوره بإنك والدى وهتفضل صاحب الفضل عليا ف كل حاجه ف حياتي
حذيفه كادت دموعه أن تسقط فقال ممازحا لهم
: لا بس عائشه قالت متعرفنيش يرضيك كدا ياعمي
والدها بضحك : كدا بردوا تبيعي الراجل من اول تكشيره مني
عائشه وهي تمسح دموعها : انتوا بتضحكوا عليا ماشي شكراً
آستندت على حذيفه وجلست على سريرها
حذيفه همس لها في أذنها وهو يغطيها
: متعرفنيش ها طب والسلسله دي والقمر والنجوم والحب دا كله بعتيه ف ثانيه ماشي لينا كلام تاني
عائشه تظاهرت بالامبلاه وكانت تنظر لسقف الغرفه
حذيفه بإبتسامه : ايوا اعمليلي فيها من بنها
والدها : احم أنا هنا لسه
حذيفه أبتعد عنها بتوتر : آسف ياعمي كنت بقولها كلمتين سر
والدها : ياسلام بقى فيه آسرار كمان
ثم أخذ ملائه وفرشها ع الأرض قائلا : طب أستأذن أنا بقى علشان أنا فصلت وعايز انام كملوا آسراركوا مع بعض
حذيفه وهو ينظر لعائشه بخبث: في أمان الله ياابو الغاليه ال متعرفش أنا مين
عائشه بتوتر : اي بتبصلي كدا ليه ع فكره بقى أنا كنت عارفه انك زوجي قرة عيني بس دا تمويه علشان بابا ميزعلش
حذيفه بإبتسامه: بقيت زوجك قرة عينك دلوقتي
عائشه وقد بدا النعاس عليها : احم عندك شك
حذيفه : لا معنديش طبعا بس تقريبا شكلك عايزه تنامي وانا مرخم عليكي مش كدا
عائشه : بصراحه اه
حذيفه : طب أنا بقى مش عايز انام واسيبك علشان بتوحشيني
عائشه : تسلم يارب
حذيفه بتعجب : هو أنا بشحت منك يابت انتي
عائشه : طب خلاص متزعلش اقولك جزاك الله خيرا
حذيفه : لا متقوليش حاجه خالص نامي ياعائشه نامي وانا هقوم أنام
عائشه بلطف جذبت يده ووضعتها تحت خديها ونامت عليها قائله : عايزه أنام ع صوتك وانت بتقرأ قرآن
حذيفه بإبتسامه إعتدل في جلسته وبدأ ف القراءه
عائشه أمسكت بالسلسله التي في رقبتها وأحتضنتها بلطف ونامت
ظل حذيفه يقرأ القرآن بصوته الجميل حتى غلبه النوم ونام وهو جالس بجانبها
يتبع...
