•الربان شاهر•
دخلت إلى منزل السيدة عبيدة رفقة سرمد فوجدت السيدة نجمة بمفردها، الساعة الآن قاربت على العاشرة مساءً.
" أين شهلا سيدة نجمة؟" سأل سرمد والدها السؤال الذي تبادر لذهني بالفعل.
" لقد خرجت ظهراً إلى الجبال الذهبية ولم تعد للآن وقد كنت قلقة عليها للغاية." قالت بقلق كبير وهذا ما خشيته عندما وجدتها بمفردها، الوضع خارجاً سيء ولا أحد يستطيع تخيل أن تبقى فتاة حتى هذا الوقت بمفردها خارج المنزل، وأيضاً في الجبال الذهبية، حيث لا أحد هناك.
" أين من الممكن أن تكون؟" قال سرمد بخوف وقلق كبيرين، يا إلهي هذا صعب، فهو والدها وسيقلق عليها أكثر منا جميعاً بالتأكيد.
كان خائفاً من أن تكون قد ضاعت، أو ضلت الطريق، أو الأسوء منذ هذا، أن أحدهم اختطفها، وهذا فقط جعله يسقط أرضاً لنسنده والسيد عبيدة وتعطيه السيدة نجمة كأساً من الماء بعد أن جلس على الكرسي.
" من المستحيل أن تضل الطريق فهي تذهب لهناك يومياً." قالت السيدة نجمة، وهذا زادنا قلقاً فوق قلقنا لذلك فقد خرجت مع السيدان سرمد وعبيدة للبحث عنها بينما بدأت السيدة نجمة بالسؤال عنها في المنازل القريبة منا.
اتجهت مع السيد عبيدة إلى الجبال الذهبية بينما اتجه السيد سرمد بمفرده إلى الغابة، حاولنا منعه ولكنه أصر قائلاً أنه من الممكن أن يجدها هناك ولم يصغي إلينا.
" أنا قلق يا شاهر، الغابة مليئة بالوحوش وفي مثل هذا الوقت سيكون خطراً على السيد سرمد." قال السيد عبيدة وزاد قلقي أكثر عندما غاب السيد سرمد عن أعيننا خلف الأشجار في الغابة.
وصلنا للجبال الذهبية وبحثنا جيداً فيها باستخدام عدة مشاعل أحضرناها معنا.
حتى وصلنا إلى التلة الذهبية والتي قالت السيدة نجمة أن شهلا تذهب إليها باستمرار لأنها غير مرتفعة وبعيدة، بحثنا هناك ولكن لا فائدة.
لذلك عدنا إلى المنزل وفي طريقنا وجدنا السيد سرمد وعد أعياه البحث والقلف على ابنته الصغيرة.
" هل وجدتموها؟" استقام بلهفة يسألنا ولكن صمتنا وأيدينا الفارغة كانت جوابه الوحيد لذا فقط تنهد وعينيه تلتمعان بالدموع والخوف.
" من الغد سأذهب للبحث عن شهلا ولن أعود إلا وابنتي معي، وسآتي لهنا كل يوم ربما تكون قد عادت بنفسها." قال سرمد بطريقة كفيلة بأخراسنا جميعاً في تلك اللحظة.
" ما الذي تقوله؟" صرخ السيد عبيدة بصدمة والسيدة نجمة استمرت بالبكاء الشديدة وهي تجلس على أحد الكراسي.
" إنها ابنتي، ما الذي تريد مني أن أفعله ؟ أن أقف مكتوف الأيدي وهي غائبة عن عيني ؟ لا أستطيع ذلك!" صرخ السيد سرمد وعينيه ذرفتا الدموع.
سحبته إليّ أحتضنه بحضن أخوي وخوفه على ابنته انتقل إلينا جميعاً.
حاولت والسيد عبيدة أن نذهب معه ولكنه لم يقبل بذلك أبداً، لذلك فقد قررنا أيضاً الخروج والبحث عنها بكل الأماكن المتحمل وجودها فيها، لم نترك مكاناً في آراتيا الشرقية ولم نبحث فيه.
وسألت نجمة كل الجارات والجيران عن إذا ما رأوها ولكن لا فائدة، لم يراها أحد منذ ظهر ذلك اليوم.
زاد القلق مع مرور أكثر من خمسة أيام، والسيد سرمد كل يوم يأتي عند الفجر ليطمئن في حال عادت ولكن الإجابة كانت دائماً أنها لم تعد.
نسينا أمر سراب وأصبحت شهلا الأهم بالنسبة لنا، ولكن المصيبة الكبرى كانت عندما ذهبنا في اليوم لاختفاء شهلا كانت عندما ذهبنا في الصباح ووجدنا آثاراً للدماء على أحد الصخور.
مضى أسبوع كامل منذ اختفاءها ووما زاد الأمور سوءاً هو الحرب اليت قامت بين الأميرين وعدم سماحهم بالخروج من المنطقة أبداً، وصراعهم الدائم على العرش كان أمراً معيقاً لنا ولبحثنا عن شهلا.
في اليوم العشر لاختفاء شهلا كنت أقف أمام النهر فوجدت سراب تغسل ملابسها، ناديت باسمها وأشرت لها مراراً ولكنها لم تنتبه وعندما انتهت من غسل ملابسها ذهبت إلى أحد البيوت برفقة سيدة عجوز تبدو في السبعينات من عمرها.
يا إلهي!
لقد كانت أمامنا طوال الوقت ولم نراها!
في نفس اليوم أخبرت السيد سرمد عن هذا الأمر ولكن تجاهل ذلك، في النهاية ابنته أهم من سراب بكل تأكيد، ولكنها أيضاً مهمة لنا.
كان حال السيد سرمد مؤلماً، لا يأكل ولا يشرب إلا ليقف على قدميه، لا يفعل سيئاً سوى الدعاء والبحث عن شهلا.
كنت مستعداً لتقديم العون له ولكنه كان يرفض.
" شهلا هي ابنتي وستعود لي بالتأكيد، لن تستطيع العيش بدوني وأنا لا أستطيع العيش بدونها لا أريد مساعدة من أحد لأن الإله هو من سيردها لي، هو سيعيدها لي دون أي مكروه وأنا سأدعوه حتى تعود لي سالمة." قال عندما أخبرته مرة أن أذهب معه وبعدها لم يعد يجيب إن تكرر الأمر.
طال غياب شهلا وزاد قلقنا وخوفنا الكبيرين عليها، وقرارات الأميرين تجاه بعضهما البعض لا تنتهي، وخوفنا عليها يتنامى مع مرور الوقت، وهذا الأمر حقاً مقيت.
لكن ليس بين أيدينا إلا الصبر والبحث عنها.
_______________
أنت تقرأ
آراتيا.
Viễn tưởng"دوامة!" بالكاد همست، لكنها لم تكن مجرد دوامة. بل إعصاراً مائياً ضخماً يدور في دوامات دائرية كبيرة تسحب كل ما تصل إليه لتبتلعه داخلها. ومرة أخرى قبل أن أتحدث أو افتح فمي، ارتجت السفينة من أسفلنا وسقطتُ على أرضية الباخرة أشعر برأسي قد ارتطم بشيء ما و...