|10| لقد كدت أموت من الرعب.

260 24 19
                                    

منذ عدة أيام تعرفت على فتاة لطيفة للغاية، تدعى ليان إنها في مثل سني تقريباً، ربما أنا أكبر منها بقليل، وتعيش هنا بالقرب من منزل السيدة صابرين.

أصبحت صديقتي بوقت قصير وتعرفت على قصتها بحكم أنها إنسانة ثرثارة للغاية، أحياناً أشعر أنها مناقضة لاسمها، ولكن أحياناً أخرى أشعر أن الاسم لم يخلق إلا ليكون اسماً لها، فاسمها يحمل معنى الهدوء والسكينة، فمعناه الحرفي هو النسيم الهادئ.

توفي والدها عندما كانت في العاشرة وبقيت مع أمها وجدتها  وأخيها نجيب الذي هو الآخر اسم على مسمى، لا يمكن كيف أن والديهما فكرا بأسماء ستليق بأبنائهم عندما يكبران.

تعرفت أيضاً على والدتها وجدتها وأخبرتني هدوء عن مكانها السري، بالقرب من النهر. " هذا المكان بُني كطريق سري للهروب من آراتيا الشرقية إلى آراتيا الغربية في حال كانت هناك حروب." قالت تحدثني عن المكان.

كان الطريق عبارة عن نفق طويل بعض الشيء يصل ما بين آراتيا الشرقية والغربية ولكن تحت الأرض، عند بدايته توجد فتحة متوسطة الحجم بحيث تسمح لشخص واحد بالمرور منها ذهاباً أو إياباً.

أجبرت ليان على اصطحابي معها لاستكشاف ذلك الطريق، أو إن صح النفق.

وأخبرت السيدة صابرين ودللتُها على الفوهة في حال تأخرنا، لم نخبر والدة ليان أو جدتها حتى لا تمنعاننا من الذهاب.

أخذت حقيبتي التي أخاف أن تفارقني للحظات وحملنا مصباحين يعملان بإضافة الزيت لهما كشعلة لتضيء لنا الطريق في النفق الذي نريد دخوله في صباح اليوم التالي.

مع شروق الشمس في الصباح كنا قد دخلنا إلى النفق، أنا وليان، بدا نفقاً طويلاً، فيه هياكل عظمية كثيرة وأكثرها كان يحمل رماحاً أو سيوفاً في أيديهم اليسرى بالتحديد.

كما توجد مشاعل على أطراف النفق، قربت شعلتي منها وأضاءت لنا النفق على الفور.

" التصميم مبهر للغاية." همست ليان وضحكت على دهشتها الشبيهة بدهشة الأطفال عند رؤية شيء ساحر.

قطعنا مسافة طويلة جداً فوجدنا أنفسنا أمام ثلاثة طرق متفرعة، نظرت إلى ليان الخائفة وقد كنت سأبدأ بتأنيبها وهممت بالعودة من حيث أتيت.

إلا أنها أوقفتني وهي تشتعل من الحماس كعادتها.

" أرجوك يا سراب فلنجرب أحد هذه الطرق، أرجوك." قال برجاء تتمسك بيدي بقوة تمنعني من التحرك وعينيها التي يملأها الحماس أوقفتني.

" عزيزتي ليان نحن لا نعرف ماذا تخبئ لنا هذه الطرق والممرات، وأنا أعلم أنك خائفة ولكن الأدرينالين الذي في جسدك من الحماس يطغى على خوفك، لذا فلنعد الآن ونأتي في يوم آخر ونحاول مرة أخرى." قلت وتبددت حماستها واقتنعت بكلامي نوعاً ما.

آراتيا. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن