ينتبه خالد ونجلاء أن أصواتهم كانت عالية لكن فات الأوان، لقد سمع الجميع ودخلت ليا للمكتب تحدق لهم بعيون على وشك البكاء.
"الى سمعته ده صح!؟"
"ليه ساكتين؟.....حد يتقول حاجه"
يتحدث خالد "صح"
تتحدث ليا بإستنكار.
"مش فاهمة ايه الى صح!؟"
"صح الى سمعتيه"
"يعنى إيه!؟....أنا مش هقدر ارجع لو ماما متجوزتش بابا!"
أكمل خالد "أيوه ومش بس كده هتتنسى من الزمن بتاعك كأنك متولدتي ومحدش هيفتكر عنك حاجه"
"أنتم مدركين... إزاى ده ممكن يحصل!"
قالت ذلك والدموع تتساقط كأنها لم تستوعب بعد، هذه الكلمات اخترقت قلبها بالفعل.
لقد مر عدة أيام منذ ذلك اليوم عندما أدركت ذلك،كانت تتوقع فى أسوء الأحوال لن يتزوج والداها ولكن رغم ذلك ستعود،لا شئ يبدو مثلما توقعت،فى يوم انقلبت حياتها رأساً على عقب لقد كانت مجرد طالبة جامعية تعيش حياة بسيطة والأن هى حبيسة فى هذا الزمن،لا تعلم كيف سينتهى المطاف بها هل ستعود!؟
أفاقت ليا من شرودها على صوت نجلاء التي تصرخ عَلَى على.
"بقولك مفيش سفر"
"ماما أنا مش صغير..أنا عارف أنا بعمل إيه"
"لا لسه صغير ولو سافرت أضمن منين أنك هتكون كويس..أوصلك إزاى؟ لو حد عملك حاجه هتتصل بمين!؟"
"أنا قولت الى عندي وأبوك يتصرف"
يخرج خالد من غرفته وعلى وجه علامات عدم الفهم والانزعاج.
قال بنبرة منزعجة "أصواتكم عالية ليه؟"
قالت نجلاء هى تتنهد وتلوح بيدها بغضب.
"تعالى شوف ابنك...عايز يسافر الكويت"
"الكويت!"
"أيوه تعالى شوفلك حل، أنا خلاص زوري وجعني مش حمل مناهده"
يوجه خالد أبصاره نحو على المترقب ينتظر ردة فعل والده.
"بابا..أنا عايز أسافر"
"تسافر ليه حد ضايقك؟"
"لا الموضوع مش كده"
"أمال إيه الى جاب سيرة السفر؟"
"أنا عايز أكون نفسى عايز أعتمد على نفسى مش حابب إني أفضل فى نفس المكان بشوف نفس الناس"
"نفس الناس!مش عجبك شوفتنا!؟"
يجيب على سريعاً "لا مش قصدي لكن.. أنا زهقت من القاعدة هنا وهناك الفرص أحسن"
تتحدث نجلاء بانكسار "زهقت مننا!"
ينظر على والدته التي ارتسم عليها خيبة الأمل.
"سافر يا على""خالد أنت بتقول إيه؟"
"سبيه يسافر يا نجلاء مش هو عايز ده"
"خالد أنا جيباك عشان تهديه وتخليه يرجع لعقله تقوم تقوله يسافر!"
"خليه يسافر امكن يقدر ينفع نفسه"
ينظر على بعيون ممتلئة لوالده يستدير خالد ويدخل غرفته،كان الفتيات يصطفوا أمام باب غرفتهم ويبكوا فى صمت.
"بتعيطوا ليه دلوقتي؟"
أجابت فريدة بصوت مرتجف "مش أنت هتسافر وتسيبنا؟"
يسير على تجاهها ويعانقها.
"أسيبكم إيه يا هبله..أنا أقدر"
"بطل كدب هتسيبنا أنا عارفه"
"مجرد ما يجي الشتا هكون هنا"
"أنه شتا! تقصد الشتا الجاى؟"
يبتسم على بحزن وهو يربت على شعرها بلطف.
"مش هتحسى بالوقت"تعود فريدة للبكاء فيعانقها مرة أخرى،ينظر لفاتن التي تبدو صامدة رغم بكائها.
"مش هتقولى حاجه؟"
"أقول إيه... ما أنت خلاص قررت وده مستقبلك فى النهاية"
"يعنى ده الى عندك؟"
"أعمل الى أنت عايزه"
تدخل فاتن غرفتها، ويتبقى ليا التي تنظر له.
"كنتِ تعرفي أنى هسافر؟"
"أيوه لكن مكنتش حابه احرق عليك الأحداث"
"أنتِ إيه رأيك؟"
"ده مستقبلك وأنت عارف الأنسب ليك..لكن لو عايز رأيي سافر"
"ليه مش متأثرة؟"
"هتأثر ليه شوفتك كتير فى الزمن بتاعى"
قالت ذلك واستدارت لتدخل غرفتها،كانت فاتن جالسه على السرير تبكى إقتربت منها ليا ببطيء ووضعت يدها على كتفها.
"ليه مقولتيش أنك معترضة"
أجابت فاتن والدموع تتساقط منها وملئت وجهها بالكامل "على أساس أنه يفرق معاه،هو مقرر أصلاً يعمل إيه...اعتراضي ملوش أى قيمه عنده"
عانقت ليا والدتها ونظرت لسقف الغرفة تحاول منع دموعها أن تنزل.
"متقلقيش هيبقى كويس متقلقيش عليه.
لقد مر عدة أيام أخرى، والأن الأسرة تقف بالكامل أمام المنزل لتودع على الذى حضر جميع حقائبه ومستعد للسفر،يقترب على ليعانق والده الذى يبكى وثم والدته التي تبكى هى الأخرى.
"مش هتسلمى عليا؟"
ينظر على لليا الواقف بعيون ممتلئة، تقترب منه وتعانقه،يربت رأسها بلطف.
"مش هعرف أودعكِ قبل ما تمشى"
قالت ذلك وهى تنظر للأرض "مش مشكلة أهم حاجة ترجع بالسلامة"
"متعيطيش وخدى بالك من أمك وخالتك"
يبتعد على ويسير تجاه الباب يفتح الباب ويغادر دون النظر خلفه،لقد توقف الزمن مرتين اليوم المرة الأولى فى اليوم التي عادت به ليا بالزمن،والمرة الأخرى فى هذه الليلة التي غادر فيها على.
أنت تقرأ
شريط الوقت
Science Fictionليا ذات العشرين عام تذهب لمنزل جدها المتوفى وتجد ساعة قديمة تنقلها بالزمن لعام1995م عندما كان جدها على قيد الحياة تحاول ليا إستغلال الأوضاع لمنع والدتها من الزواج من والدها هل ستنجح ليا أم لا؟