داخل غرفة مشمسة و على سرير ضخم كان جسد تلك الحورية ملقي بنعومة و على وجهها علامات الراحة؛ علامات جعلت قلب ذلك المتأمل يخالجه نفس الشعور؛ كان يتأمل ملامح وجهها الجميلة الناعمة بكل اهتمام؛ ينظر إلى أعينها المغمضة و التي تمنى أن تفتحها حتى يرى لونها الذي يشبه لون القهوة البرازيلة؛ يتحسس شفتاها الحمراوتان كزهرة العنكبوت و يلمس وجنتاها التي ظهرت على إحداهن غمازتها ما إن بدأت تستيقظ ببطئ لتفتح أعينها و تجده قبالتها.كان أول ما فعلته هو التبسم و كأنها في حلم؛ لتلمس وجهه المبتسم بحب؛ لكن ما إن أحست بواقعية ذلك الحلم أزالت تلك الابتسامة من على وجهها لتستقيم مسرعة و تقول:« فوكس ما الذي تفعله هنا؟»
لم تسمع منه جوابا واحدا بل كان يحتفظ بوجهه المبتسم بعدما رأى ردة فعلها؛ و ذلك ما جعلها تتذكر ما حدث في اليوم السابق بتفاصيله؛ مع أن ذاكرتها قد خزنت كل شيء إلا أنها أحست و كأنها كانت غير مدركة لكل ما عاشته؛ و كأن ذلك كان حلما و انتهى بينما ما حدث كان العكس تماماً؛ لتدرك شيئا آخر مرة أخرى و هو أنها خرجت من صالون التدليك في حالة يرثى لها؛ فلمست وجهها و شعرها لتجد الزيت لا زال يملأهم فغطت نفسها بغطاء السرير قائلة بصوت عال:« فوكس اخرج حالا من الغرفة لا أريد أن احرج أكثر من هذا»
كانت تتحدث بكل جدية و هي محرجة من منظرها ذلك و محرجة حتى من تصرفاتها التي لم يكن لها داع البارحة؛ إلا أنها سمعت ضحكة أصدرها هو قبل أن يرفع الغطاء و يدخل تحته لتتقابل وجوههما و تتصادم أنفاسهما؛ و بنظرة أذابت كيانها نطق قائلا:« أنت كالقمر يا أورورا تعجبينني في جميع حالتك»
ربما الخجل و ربما ابتسامة صغيرة كانت أبسط توقع من فوكس كردة فعل لما قاله لها إلا أن ما أردفت به جعله يزيل كل تلك التوقعات من باله سرعان ما سمع لسانها ينطق بينما تضحك:« هل علي أن أشبهك بالشمس الآن؟»
فوكس:« هل عليك تخريب هذه اللحظة الآن؟»
أورورا:« لا أعرف جواب هذا السؤال لكني أعرف مسبقا أني كالقمر جميلة دائما لذا ليس علي سماع ذلك منك الآن»
فوكس:« إنه مجرد كلام غزل سوف تسمعيه مني منذ الآن»
أورورا:« لكن هلا تفضلت و خرجت الآن؟»فوكس:« حسنا سوف أخرج الآن يا ظاهرتي الغريبة»
أكمل فوكس جملته هاته ليخرج من تحت الغطاء و يشرع في التوجه ناحية باب الغرفة إلا أنه توقف للحظة ثم عاد إليها و أعاد رفع الغطاء فنظرت إليه بدهشة و قبل أن تنطق و لو بحرف واحد خطف منها قبلة سريعة ثم ابتسم ناظرا إليها بحب شديد؛ بعدها قام بتغطيتها و خرج من الغرفة تاركا إياها تبتسم مثل مراهقة أخذت قبلتها الاولى.
أنت تقرأ
BLOODY CHESS
Acción- عندما يجتمع الجمال مع الإثارة تحدث الفتنة؛ و كما هو معروف الفتنة اشد من القتل؛ لكن ماذا لو اجتمعت هاتين الصفتين في شخص؛ ليشتعل جحيم الآخرة في الدنيا. ~~~~~~ روحين تنعدم فيهما الرحمة و الشفقة؛ ميزان العدالة كفتين؛ لكنهما مختلفتين؛ وا...