#_حياة_لقيطة_
البارت الحادي عشر :-ليلى : اخرصي انتي يا مها لا افهم و لا مفهمش و إلا هطلع الدكتور هنا بس أطلعه ازاي و انتي شكلك جاية من الزبالة
و قعت آخر كلمة كالدوي في أذن سارة و اشتاقت لما كانت فيه ثم قالت ببكاء و بصوت منخفض من الصعب للإنسان العادي سماعه : النقاب عمره ما كان إرهاب ليه ناس كتير دايماً بتربط النقاب بالإرهاب النقاب عفة و صيانة ....الإرهاب الحقيقي اي حد بيهدف بالاعتداء على اي حد بدون وجه حق و ملهوش لبس معين ماهم البوذيين بيفجروا المسلمين في بورما و دول إرهاب.... و اللي عمالين يفجروا مساجد في أمريكا دول إرهاب ... المنتقبات مش إرهاب ( قالتها وسط دموعها )
و هنا فقدت ليلى أعصابها و بكفها ضربت وجه سارة قائلة : اخرصي....... شكلي كدة معرفتش أربي
كانت مها تحاول إمساك أمها لتهدئتها و إخراجها من الغرفة
و بعدما أخرجتها رجعت إلى الغرفة قائلة : بسرعة يا سارة الدكتور تحت
ثم ذهبت ..هنا سارة مصدومة ماذا تفعل ؟ و ماذا ترتدي !
ثم أخذت مفرش السرير و صنعت منه عباءة و نقاب لأن جميع الملابس لا تصلح لارتدائها أمام الفتيات فكيف بارتدائها أمام الرجال !!!!!!!!و من ثم نزلت بهدوء من على السلالم لتقابلهم في الصالة ، و في أثناء نزولها سمعت ليلى تبكي و هي تحدث الدكتور : بنتي بتضيع مني يا دكتور و أنا مش عارفة أعملها حاجة .... تخيل تقولي أنا انها عايزة تلبس النقاب .... تخيل شكلنا هيبقى ايه قدام الناس
الدكتور : اهدي بس يا مدام فيها ايه لما تلبسه ديه حرية شخصية
ليلى ببكاء : حتى انت يا دكتور .. حتى انتثم خرجت عليهم سارة
تامر : اتفضل ده اللي كنا بنقوله يا دكتور !
حاول الدكتور التعامل معها ببساطة حتى يتفاهم معها : اتفضلي اقعدي يا سارة
جلست سارة في استحياء و النظرات جميعها نحوها ، و لم تتمالك مها نفسها فقالت مخاطبة الدكتور : يا دكتور هو فيه واحدة عاقلة تلبس ملاية .. أنا خلاص اختي ماتت ... سارة ماتت
ثم صعدت مها سريعاً نحو غرفتها
حاول الدكتور تقبل ما يحدث و أخفى ابتسامته : فكيف كانت و كيف صارت !
الدكتور : بصي يا سارة أنا الدكتور طارق بعالجك بقالي سنتين المرض اللي عندك ده مرض عقلي بيخليكي تعيشي في خيال و تتعاملي مع الناس القريبين منك على أساس إنهم أشخاص تانيين بأسماء تانية و ديه أغرب حالة تبقي فيها إنتي الحالة بتقعد معاكي حوالي شهرين و تتغير في الغالب بس كانت بتبقى حاجات بسيطة مرة كنتي الخدامة و مرة كنتي مسجونة هاربة و مرة كنتي مدمنة و اخر مرة كنتي حورية بحر و المرة ديه ...
قاطعته سارة مطأطأة رأسها : لقيطة
الدكتور : طب ممكن تحكيلي اللي انتي فاكراه عشان لازم أساعدك عشان تتأقلمي مع الحقيقةبدأت سارة بخجل تقص له ما تتذكره و من الذين في قصتها ظهروا في الحقيقة
و بعد الانتهاء من حكايتهاتعالت ضحكات تامر : كمان كنتي مخطوبالي
نظر طارق إلى تامر نظرة ثاقبة إشارة له أن يصمت
ثم وجه حديثه لسارة : يرضيكي يا سارة اللي بتعمليه في مامتك ده ... نقاب ايه بس انتي لسة صغيرة و بعدين الناس تقول عليكم ايه صوتوا عشان تمنعو النقاب في المغرب و يلاقوا بنتهم لابساه ده كلام؟
بعدين شايفة مامتك جميلة ازاي من غير حاجة و لابسة على راحتها و شايفة نفسك مش باين غير عينيكي ازاي !قاطعته ليلى قائلة في ضيق : قولها يا دكتور يمكن تفهم منك
سارة : يا جماعة ربنا سبحانه و تعالى لما شرع النقاب كان عشان البنات و النساء عموماً يغطوا جمالهم عشان المرأة في الإسلام كالجوهرة احنا لو عندنا جوهرة هنرميها في الشارع و لا هنحطها في علبة مقفولة عشان نحفظها!بدا الإقتناع على وجه طارق حتى صرخت ليلى قائلة في تكبر : آخرتها بنتي هتديني أنا ليلى بنت شهاب درس دين ... انتي لا بنتي و لا أعرفك
هنا هرعت سارة إلى المخزن و أحكمت غلق الباب عليها و كلما حاولت ذكر الله تشعر بشلل لسانها فصارت تبكي في صمت حتى نامتو في الصالة /
حاول طارق تهدئة ليلى فقاطعته ليلى : أنا خلاص مبقاش عندي بنت ... انت يا دكتور شكرًا ليك على تعبك هنبعتلك مرتبك مهمتك انتهت معانا
طارق : بس يا مدام سارة حالتها مش مختلفة كتير عن كل مرة ... بعدين نقابها حرية شخصية خاصة إن كلامها منطقي جدا
ليلى : اعتبر شغلك معانا انتهى و شكراً جداً ليك
بدا الاحراج على وجه طارق فقد طردته بكل وضوح من القصر فغادره قائلاً : و انا مش عايز فلوس أهلها مش عايزين الحقو بعدما رحل تحدثت ليلى إلى تامر بالتصرف لحبس سارة في غرفة في أحد المستشفيات للسجون لأنهم يأسوا من علاجها ...
و بعد عدة أيام بدأت سارة بافتتاح عينيها و التحدث إلى نفسها : ما هذا المكان ! كنت في المخزن ما الذي أتى بي إلى هنا ؟
حاولت سارة القيام من السرير لكن أعاقتها يدها و عندما نظرت إليه وجدت معلق بها محلول و أن يدها يلتف حولها قيض حديدي ممسوك بالسرير حاولت ذكر الله ... نعم لسانها بدأ بالتحرك هذه المرة و لكن أصبحت تشعر بإعياء فتكأت على السرير ثم دخلت عليها مها و معها من !!!! ندى!!!
قالت سارة في ذهول : ندى ؟
مها ردت : ندى مين ديه صاحبتك تالين جاية تتطمن عليكي
ثم وجهت حديثها لتالين : مش قولتلك خلاص ماما اعتبرتها انها مخلفتهاش اسيبكم بقى
و عندما خرجت مها بدأت سارة بمحاولة ذكر الله و كانت تالين تقترب لتجلس بجوارها
سارة بصوت باكي : قوليلي انك ندى
تالين : أنا فعلاً ندى .... يا لجين
نجحت سارة في ذكر الله مع شعورها بالإعياء الشديد و بدأت صورة ندى بالتلاشي تدريجياًانتهى البارت
__________________
![](https://img.wattpad.com/cover/353651000-288-k593838.jpg)
أنت تقرأ
حياة لقيطة
Espiritualاتبعوا صرخاتها فوجدوها في القمامة؛ فعاشت كلقيطة في ملجئ يتامى. تواجه نظرات المجتمع لشيء لم تقترفه، فما أقبح أن يحاسبوها بذنب لم تجتنيه! حتى عندما يرغب أحدهم بالزواج منها، تُشَوَّه سمعتها لإبعاده عنها. فهل من رغبها لدينها وأخلاقها سيكمل معها ويتمسك...