" ٦ "

5.1K 428 92
                                    

الواحده فجراً _

" لن تقتله ؟! "
للمرة الثانية كرر مصعب سؤاله الهامس المتوتر ليومأ جمال برأسه مطمئناً له :

_ لو كانت قاتلة لقتلت نصف سكان الكرة الأرضية .

قالها وأصابع كفيه تعالج بمهارة بمشبك ورق مقبض باب حجرة الحافلة المغلق من الداخل وثوانُ وظهر صوت تكه خفيفه معلنة استجابتها له فتحركت شفتيه بابتسامة وسبابته توضع أمام شفتيه مُحذراً مصعب من أصدار أي صوت .

لم يكن بحاجة لذاك التحذير فحتى صوت أنفاسه قد اختفت بعد أن كتمها وهو يرى جمال يطل برأسه داخل الحجرة المظلمة قبل أن يشير بيده له ليتبعه فعلم مصعب عندها أن الحافله نائم ..

تسللا على أطراف أصابع قدميهما وشخيره العالي يرجُّ فضاء الحجرة بأكملها ..

ووصل جمال لبغيته ليسحب بجرأة مُدهشه أبريق الماء الموضوع فوق المنضدة المجاور لسريره وفتح غطائه وأخرج من جيب قميصه علبه صغيرة ليضع محتواها في الماء و ..

_ هل يجب أن نذهب الى هذا الحد ؟! .
همس مصعب فجأة لينتبه جمال لارتجاف صوته فقال بعبث :

_ نعم حين ذهب هو الى ذلك الحد .

ونظر نحوه بعينين تعكس جرأة و تصميم يستحيل كسره فتنهد بتعب قبل أن يبتسم مشاركاً له في خطته ليتجه هو الآخر الى دورة المياه وفتحها بهدوء ثم اتجه الى المرحاض ليفرغ محتوى كيس بلاستيكي  فوق مائها هامساً بتوتر ملحوظ :

_ أرجو أن لا يُكشف أمرنا .

فيما أعاد جمال أبريق الماء متمتماً بسخرية :

_  فلتحرص أيها الوغد أن تُكثر من شرب الماء حتى لا يُصيب بشرتك الجفاف .

وزادت ابتسامته اتساعاً وهو يلوح بكفه لمصعب ليغادرا ، وكما دخلا بهدوء غادرا بهدوء ..

وما أن استقرا خارجاً حتى زفر مصعب بقوة منفساً عن توتره ثم قال :

_ لقد توقفتُ عن مثل هذه الأعمال الصبيانية مُنذُ أن كُنتُ بالحادية عشر .

لم يبدو على جمال أي اهتمام وباله يُشغل بالكامل بكيف ستكون نتيجة خطته ، هو حتى نظر لساعته قائلاً بحماس :

_ بقي ستُ ساعات عن استيقاظه وعندها ..

وابتسم مفرقعاً أصابعه :

_ ردوا السيئة بمثلها .

حكّ مصعب ارنبة أنفه بظهر سبابته قائلاً :

_ نعم .. يستحق ذلك .. هو من بدأ بالسيئة .. لم يكن من حقه ضربنا .. ولا يجوز ذلك حتى .. هو من أجبرنا علـ ..

أوقف سيل كلماته حين ربت جمال على كتفه قائلاً :

_ أتشعر بالأسف عليه ؟!

" أول صديق 1 " مكتملـــة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن