تطلع مصعب لذا الغروب الأحمر الجميل الذي زين السماء فوق الشاطيء ثم انتبه بغته إلى شخص غريب كان يقترب منهم, وقال بدهشة:
_أبي لم أرى أحد يبيع الصحف من قبل على شاطئ البحر.أعتدل والده جالساً, وأجابه باستغراب هو الآخر:
_هذا صحيح...ولكن قد يكون انقطاعنا فترة طويلة عن زيارة البحر قد حدث فيه الكثير من التغيير.أبتسم مصعب ابتسامة عذبه قال بعدها:
_أبي أظنك سئمت من الجلوس هنا ومراقبتنا...هل أحضر لك واحدة تتسلى بقراءتها.أبتسم والده بدوره, وقال بحب:
_أنا أسئم منكم...أنتم أغلى ما عندي وابتسامتكم وسعادتكم هي سعادة لي أيضاً.
ثم مالبث إن استدرك:
_ولكن لا بأس أحضر اثنتين لي ولك.نهض مصعب واتجه في خطىٍ هادئة نحو ذلك الرجل الذي أصبح قريباً منهم جداً.
تفحص عبدالله بعينيه ذلك الرجل الغريب, وعقله يفكر ببطء، حقاً إنه لمن العجيب أن يبيع أحدهم الصحف على الشاطئ بل أن ملابسه لا تدل على حاجته للمال إلى هذا الحد.. أنه أنيق ويلبس نظارات شمسية أيضاً.. أمره عجيب ،ثم ركز عبدالله نظره على الصحيفة التي كان يحملها ذلك الرجل.. إن بها انبعاجاً خفيفاً كما لو كان يخفي شيئاً تحتها قد يكون ماسورة...
صاح عبدالله فجأة في ذعر:
_ماسورة مسدس.هرع عبدالله بكل سرعته ليعترض الطريق بين ولده والغريب الذي أخرج في نفس اللحظة مسدسه, وأطلق منه عدة طلقات اصطدمت بجسد عبدالله الذي حال بينها وبين ولده مصعب ثم لاذ ذلك الغريب بالفرار قبل أن يلحق به أحد المارة.
أسرع مصعب إلى والده, وهو يصرخ في ارتياع:
_أبي...أبي...أبي.
سقط مصعب على ركبتيه بجانب جسد والده المرمي, ورفع رأسه نحوه صائحاً في ذعر:
_أبي ..أجبني ..أرجوك ..أبي.فتح والده عينيه بصعوبة, والدم يغطي كل قميصه , و راح يجاهد ليخرج عدة كلمات:
_مصعب ...حبيبي...أنت بخير.
صرخ مصعب في مرارة:
_أنا بخير.. أنظر...ولكن أنت تنزف.أجابه والده بضعف:
_الحمد لله.
ثم احتضن بغتة ولده مصعب بيدين واهنتين, وقال بصوت خافت:
_مصعب.. لا أظن أني سأعيش.
صرخ مصعب في فزع:
_أبي أرجوك لا تقل ذلك...أنت تُفزعني ...تابع والده غير آبه بصراخه:
_بني أسمع نصيحتي ..كن كما عرفتك دائماً ..لا تتأخر عن الصلاة...لا تبذر بالمال .. كن كباقي الناس...أعتني بأخيك معاذ..هز مصعب رأسه في جنون فوق كتف والده:
_لا تقل ذلك.. ستعيش وترى ذلك بعينيك.
أكمل والده متجاهلاً كلماته:
_أكمل دراستك...كن فتىً صالح ...أبتعد عن المعاصي.. ولا تنسى الدعاء لي ولوالدتك...هيا عدني.تفجرت الدموع من عيني مصعب, وانهالت على كتف والده بغزارة, وهو يصيح بانهيار:
_لن أعدك...لن أعدك.. سترى ذلك بنفسك.
أنت تقرأ
" أول صديق 1 " مكتملـــة
Adventureوطأت قدماه عتبة الجامعة وارتسمت ابتسامة ساحرة على محياه الوسيم .. أخيراً .. حقق حلم والده الذي طالما رنت روحه أليه .. ومن خلفه ربتت كف صديق طفولته الدافئه على كتفه ليقاسمه سعادته تلك !! ولكن ... من بين نظراته التفاؤليه تلك لمستقبله المشرق أبى ماضيه...