كان عامر واقفاً على قدميه بصعوبة ملحوظة, ويده لا تفارق عنقه وقد بدا الألم الشديد في وجهه,
بينما كان جمال جاثياً على ركبتيه ممسكاً صدره بألم بالغ, وبعض الدماء تتدفق من زاوية شفتيه...هرع مصعب على الفور نحو جمال, وأسنده, وهو يقول في ذعر :
_يا إلهي...ما الذي فعلتماه؟دفع جمال مصعب بخشونة محاولاً النهوض لوحده، فتراجع مصعب باستياء رغماً عنه ،ولكن ما كاد جمال يستتم واقفاً, حتى عاد للسقوط مرة أخرى....
فأقترب عامر منه, وقال ببرودٍ عجيب:
_أظنك لم تنسى وعدك.أشاح جمال بوجهه عنه, وقال في مرارة:
_لم أعتد أن أُخلف وعداً قطعته من قبل.ارتسمت ابتسامه كبيره على شفتي عامر, وهو يمد يده لجمال عارضاً عليه المساعدة، تردد جمال بضع لحظات, ولكنه مالبث أن التقط يده, فجذبه عامر بقوة, واعتنقه قائلاً بلهجةً ودود:
_يُسعدني أن تكون صديقاً لي.أجابه جمال بضعف :
_وأنا أيضاً.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ذرّع مصعب الصالة في عصبيةً بالغه ..ولم يمضي وقت طويل حتى استدار بحدة نحو عامر وجمال المستلقيين على أريكتين وقد بدا الإعياء على كل منهما...
فصاح في غضب هادر:
_لا أعلم.. ماذا يمكن وصف ما فعلتماه !...إن الجنون أقل ما يمكنني وصفه به.لم يكترث عامر بإجابته وهو يعدّل من وضع استلقائه فوق الأريكة كي لا يزيد من ألام عُنقه ..
بينما انشغل جمال بمسح شفتيه الداميتان بكم سترته في أهمال وهو يزيد من استرخائه فوق الأريكة..
فأقترب منهما مصعب بعد عبارته تلك, وصاح في استهجان:
_كّدُتما تقتُلان بعضكما البعض من أجل ماذا!! ....سكت مصعب لحظه فرد ذراعيه بعدها بشكلً مسرحي, وصرخ ساخراً:
_من أجل أن تصبحان صديقين... ياللسخافه...قاطعه جمال عند ذلك, وهو يتحسس صدره في ألم:
_مصعب..أرجوك أخفض صوتك قليلاً..أريد أن أخذ غفوة قصيرة فقط إلى أن يأتي هيثم بالغداء.تجاهله مصعب, وابتسامه عصبية ساخرة تُزين شفتيه, وهو يستدير نحو عامر صائحاً في حنق:
_يالّ رقة مشاعرك...إذا ما استطعت أن تتغلب على جمال فسيصفح عنك...وتصبحان بعدها صديقين... أنه أسخف شرط سمعته في حياتي.تحسس عامر رقبته, وقال في ضيق:
_مصعب أصمت هيا.عاد مصعب ليستدير نحو جمال بحدّه بالغه, وهو يصيح مشيراً بسبابته في وجهه:
_أما المعتوه الآخر...إذا ما تغلب هو فإن عامر يجب أن يُغادرنا على الفور...ومن قال لك أني سأسمح له بالمغادرة أيها الساذج !!؟صاح جمال في وجهه بغيظ:
_مصعب لقد مضى على موعد قيلولتي الكثير..أقفل فمك هيا.أطلق مصعب ضحكه عصبيه, وزاد من قربه منهما وهو يقول بجديه:
_لماذا!!.. أُقفلُ فمي!! هاه...لأني أكشف لكما قبح ما صنعتماه.
أنت تقرأ
" أول صديق 1 " مكتملـــة
Aventuraوطأت قدماه عتبة الجامعة وارتسمت ابتسامة ساحرة على محياه الوسيم .. أخيراً .. حقق حلم والده الذي طالما رنت روحه أليه .. ومن خلفه ربتت كف صديق طفولته الدافئه على كتفه ليقاسمه سعادته تلك !! ولكن ... من بين نظراته التفاؤليه تلك لمستقبله المشرق أبى ماضيه...