" ٨ "

5.2K 393 114
                                    


_ الجمعة ١٠ صباحاً _

" حي ؟! "

بنبره مُرتجفه ثائرة نطقها شاب أخذ الهزال من جسده وتهدل جلده المترهل على جانبيّ وجهه وقد غارت عيناه وسط حلقات من السواد وأصابع كفه تكادُ تُحطم مقبض سماعة الهاتف الذي يتحدث منه للشخص المقابل له لا يفصلهما إلا حائط شفاف ومتين في سجن العاصمة المركزي ..

_ نعم حي .
قالها جابر وعينه الواحده ترقب نظرة الحقد المتأججة بعينيّ السجين والذي هتف :

_ ووالدي يعلم أنه حي ؟!

_ نعم يا أيمن .. لقد علم مّنذُ أسبوع .

صرخه مهوله أطلقها أيمن ممتلئه بغيظه حتى أن الحارس من خلفه انتفض فزعاً فيما زادت ابتسامة جابر الشرسه فصرخ أيمن بثورة :

_ أنا هنا محبوس وهو حي يلهو ويمرح بل ودخل الجامعة .

هز جابر كتفيه قائلاً :

_ نعم .. يُكمل حياته وكأن شيئاً لم يكن .

_ اللعيــــــــن .. يجب أن يموت .

صرخ واقترب من الفاصل بينهما حتى كاد يُسحق وجهه عليه وهو يستجدي جابر :

_ أقتله .. لا .. دبر له مكيدة وأحضره هنا معي للسجن .. اللعنة فلتخرجني من السجن بكفاله ليومين لقتله ومن ثم سأعود .

وقف جابر ولازالت السماعة على أذنه وابتسامته تزداد اتساعاً قائلاً بإحباط :

_ لقد تطوعتُ لنقل الخبر لك لأرى مدى صدمتك ولكنها لم تكن بأشد من صدمة والدك وثورته .. لقد نشر كل رجاله في أرجاء العاصمة بحثاً عنه .

_ هذا هو والدي .
صرخ أيمن فرحاً فيما تألقت عين جابر الوحيده بخبث :

_ يُريد منه تزييف شهادته كي يُخرجك من السجن .

تغير وجه أيمن لهذه الفكرة التي لم تخطر بباله أبداً ثم سأل بلهفه :

_ وهل ذلك مقبول ؟!

_ لا نعلم بعد .. ولكن والدك يسعى لذلك وأنا مررت هنا بك خلال تجولي باحثاً عنه .

ابتسامة ضخمة ملئت وجه أيمن وداعبت الأحلام الورديه خياله ليقول :

_ خمسة عشرة عاماً لم يمر منها سوى عامين ونصف وسأخرج .. بل وببراءة .. ابي داهيه حقاً .

_ ولكني أميل حقاً لخياراتك .. قتله .. تلبيسه جريمة .. و ..

_ أفعلها .. أو سنفعلها معاً بعد أن أخرج .. لا تُبقي ضغينتك في نفسك .. سنحتفل بخروجي بالرقص فوق جثته وجثة رفيقه اللعين ذاك .

وعكست عينا الأثنين تصميماً وحشي على القتل ونار مستعرة على وشك الأنفجار لا تُشبه أبداً تلك النيران الصغيرة والمزعجة التي تسببت بعطاس متواصل لمصعب وهو يتجول في أسواق العاصمة شاتماً في نفسه وداعياً على مُخترع السجائر ..

" أول صديق 1 " مكتملـــة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن