أبتسم مصعب ابتسامةً مخيفه أخذ بعدها يتحرك ببطءٍ شديد باتجاه البحر...قطع مسافة كبيرة , وبدأت قدميه تلامس مياه البحر الباردة...
شعر بنشوة عارمة تنتابه حين وصلت مياه البحر إلى نصف ساقيه...رفع ذراعيه للأعلى ليرتمي داخله وقد علت شفتيه ابتسامة منتشيه وما كاد يفعل ذلك حتى شعر بذراعين قويتين تحيط به من الخلف لتمنعه, فصاح في غيظ:
_دعني..دعني...أريد أن أكون مع معاذ...هيا دعني.جذبه جمال بقوة إلى الخلف, وهو يصيح بارتياع:
_مصعب يا أخي أرجوك توقف عن جنونك هذا.حاول مصعب التملص من ذراعيه, وهو يصيح في جنون ثائر:
_أنظر .. أنظر .. معاذ هناك ينتظرني..لقد اشتقت أليه كثيراً...دعني هيا.سحبه جمال إلى خارج البحر بشدة متجاهلاً صرخاته المعترضة, وما كادت تلامس قدمي مصعب رمال الشاطئ مرة أخرى, حتى انهار باكياً, وهو يصيح:
_لماذا عدت يا جمال؟ إنها المرةُ الثانية التي تقف فيها عائقاً في طريقي..أجابه جمال لاهثاً:
_مصعب ستقتل نفسك أن تركتك.
هز مصعب رأسه في ألم, وقال بصوت حمل كل حزنه:
_كدتُ ألتقي بأبي في المرة الماضية..والآن كدت ألتقي بأخي.. لماذا يا جمال تمنعني في كل مرة ؟!...أجلسه جمال على رمال الشاطئ, ثم جلس في مواجهته, وقال بلطف:
_مصعب أن التقيت بهم ..فهذا يعني أني لن ألتقي بك أبداً وهذا سيحزنني كثيراً.جذبه مصعب من ياقة سترته بخشونة, وأخذ يصرخ في وجهه بغضب:
_لقد اخترت أن أكون معهم وليس معك...فلماذا تربطني بك! ثم أني قد قتلتك فكيف عدت للحياة.حرك جمال رأسه, قائلاً, وابتسامه حزينة تزين شفتيه:
_بل أنا من كدت أقتلك...بطيشي...مصعب هيا أفق ..نهض مصعب بقوة, وقال في حنق:
_لن أستفيق إلا هناك..داخل البحر..عند أسرتي.كاد مصعب يفلت من يدي جمال الذي وجد مشقةً كبيرة في التشبث به, ومنعه من محاولة العودةِ إلى البحر, وحينما شعر جمال أنه لم يعد يقوى على منعه أكثر وأنه قد يفقده بسبب حركته العنيفة والمستميتة التخلص منه، التقى حاجباه بشده ورفع في تلقائية قبضته ليّلكم مصعب في وجهه بقوة كبيرة، لكمةً آلمته.
تحسس مصعب وجهه في ألم وقت ليس قصير, ثم مالبث أن صرخ في عصبيه بالغه:
_جمال لماذا ضربتني!..ثم لماذا أنت متشبث بي هكذا!ما كاد مصعب يقول ذلك حتى أفلته جمال, وصاح في سرورٍ كبير:
_مصعب هل أفقت؟نظر أليه مصعب بضع لحظات, قال بعدها في دهشة, وعيناه تدور في المكان:
_أفقتُ من ماذا؟ .. ثم .. ثم كيف جئت إلى البحر؟فاجئه جمال حين عانقه بحرارة, ودموعه لا تكاد تتوقف, وهو يقول بأسف:
_مصعب أنا أسف من أجل ما قلته لك ...لا أعلم كيف قلت ما قلت...أرجوك أنسى ما حدث.
أنت تقرأ
" أول صديق 1 " مكتملـــة
Aventuraوطأت قدماه عتبة الجامعة وارتسمت ابتسامة ساحرة على محياه الوسيم .. أخيراً .. حقق حلم والده الذي طالما رنت روحه أليه .. ومن خلفه ربتت كف صديق طفولته الدافئه على كتفه ليقاسمه سعادته تلك !! ولكن ... من بين نظراته التفاؤليه تلك لمستقبله المشرق أبى ماضيه...