أول صديق " ٣٥ "

3.2K 333 116
                                    

ذرّع شاهر حجرته في توتر شديد, وعيناه ترمق الهاتف مابين لحظةً وأخرى في انتظار أخبار جابر الجديدة.

دلّف حارسه علاء إلى الحجرة بعد أن طرق عدة طرقات على بابها, وقال بهدوء:
_هناك فتيان في الخارج يطلبان مقابلتك...يقولان أنهما ...

التفت شاهر نحوه صارخاً في عصبيه:
_ألا ترى مزاجيّ السيء؟! ...لا أود مقابلة أحد.

أجابه حارسه بنفس الهدوء :
_لقد حاولت طردهما مسبقاً ولكنهما أصرّا على رؤيتك...و يقولان أنك لن تمانع في استقبالهما.

تمالك شاهر نفسه بصعوبةً شديدة فقد كان كل مايشغل باله فقط هو أيجاد مصعب وأجباره أن يُغيّر شهادته بعد أن أفسد تغيبه الجلسة الأولى ..
ولكنه لن يسمح لمصعب بأن يغيب عن الجلسة الثانية والحاسمة والتي بجُهدٍ كبير وأموال ضخمة أستطاع أقناع القاضي بتحديد موعد جديد وأخير لها..

أطلق شاهر زفرة محنقه وهو يشعر بأنه يكاد يفقد عقله من طول أنتظار جابر وأخباره الجديدة... أنه يحتاج لما يشغل عقله قليلاً ولذا فقد التقى حاجباه فجأة بشدة وقال :
_لا بأس ماداما مصرّان.. فأنا أحتاج لإفراغ غضبي في أحدهم.. دعهما يدخلان ليفوزا بشرف طردي لهما.

ولم يمضي وقت طويل حتى طُرق باب حجرة شاهر, فقال في تحفز لإفراغ كل غضبه :
_أُدخلا .

دخل عامر حاملاً دفتر صغير في يده, وبالأخرى قلم أنيق, ودلف من خلفه هيثم, وقد تدلت من رقبته آلة تصوير متوسطه, وما كادا يتوسطان الحجرة حتى أخذا يدوران بانبهار حول نفسيهما, وعيناهما لا تفارق سقف الحجرة المزخرف .

فتح شاهر شفتيه في عصبية إلا أنه سرعان ماأطبقها حين صاح عامر في انبهار:
_يا إلهي...وكأني دخلتُ قصر من قصور القرن الثامن عشر.

فرك هيثم عينيه, وقال في ذهول:
_عامر .. هل أنت متأكد أننا مازلنا في القرن الواحد والعشرين!

تدلت فك عامر, وصاح في أعجاب مفتعل:
_أنه رائع ...رائع بحق...إن الأستاذ شاهر ذو ذوق رفيع.

شعر شاهر بالزهو الشديد مما قالاه ,ويبدو أنه نسيّ حقاً ماكان ينتويه من قبل فقد قال فجأةً في تعالي:
_أيها الفتيان تفضلا.

استدارا نحوه بسرعة, وكأنهم لم ينتبها لوجوده من قبل من هول ما رأوه....
أسرعا الخطى نحوه, ومد عامر يده له مصافحاً, وقال بفرح غامر أجاده:
_هيثم لقد صافحته قبلك سأسجل ذلك في مفكرتي.

تظاهر هيثم بالغيظ, وهو يصيح في استياء:
_أنت مخادع...لقد اتفقنا أن أصافحه أنا أولاً.

أطلق شاهر ضحكه متعجرفة, ومد يده لهيثم الذي التقطها بلهفه مصطنعه ليهزها بقوة بين كفيه, وهو يقول في سرور:
_كم يسرني مصافحتك يا أستاذ شاهر.

لوح عامر بمفكرته أمام عيني هيثم, وقال محاولاً أغاظته:
_لقد سجلت ذلك.

تجهم وجه هيثم, وقال مهدداً:
_سترى ما سأفعله بك عندما نخرج.

" أول صديق 1 " مكتملـــة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن