الفصل السادس عشر

91 2 2
                                    

الفصل السادس عشر <<زواج>>

وبعد أن سقط كلًا من السلاح والسكين علي الأرض وصارت المرأة تتألم من كفيها، تتعالي في الصراخ، ويذهب إليها إلياس مسرعًا وهو يسحبها من يداها التي تؤلمها متوجهًا إلي السيارة بغضب وامتعاض شديد يزفر بضيق حتي وصل إلي السيارة وعندها دفع المرأة بقوة حتي ركب كلاهما السيارة، والغريب أنَّ المرأة لم تُبدي أي ردة فعل واحدة حتي لما فعله بِها وكأنها ليست هي التي كانت تصرخ منذ قليل تريد قَتله! كانت صامتة طوال الطريق تاركة إياه شاردًا يغوص في ذكرياتِه القديمة، وبعد مدة ليست بقصيرة، وعند وصولهم إلي مكان ما، صار يتعالي صوت إلياس في السيارة بأكملها قائلًا:

"اي الي جابك؟ أنتِ مش ناويه تريحيني لي؟"

هذا ما قاله إلياس جاعلًا إياها تشعر بالفزع من صوته الذي يكاد يصيبها بالصمم، لكنها تمالكت نفسها وهي ترد ببرود شديد: عشان اتجوزت.

إلياس بعناد :آه اتجوزت إنسانة محترمة كويسة، وبنت ناس.

المرأة بغضب وصارت تبرق بعينيها السوداء مثل الوحوش:بس أنت هتطلقها.

إلياس بإصرار:مش هطلقها.

المرأة:مش برضاك علي فكرة، أحسن ما أقول السر لأهلك وهَوَدي أخوك في داهية وهقول لمراتك إنك متجوزني قبلها وهقول كل ده ومتقدرش تمنعني.

إلياس بحزن وكأنه دَخَل دائرة سوداء لا يجد في طياتها منبع للنور: امشي من هنا.

«______________________________________»

في المشفي بعد وصول سيارة الإسعاف حاملة إسلام وكريم  فاقدان الوعي تسيل منهما الدماء، ويذهب إليهم الممرضين مسرعين حاملين إياهم إلي غرفة العمليات ويدخل كلاهما الغرفة ويقوم الأطباء بإجراء العملية في دقة شديدة، واستغرقت الكثير من الوقت.

بعد انتهاء العملية ب ”ساعة“ يفيق  إسلام لينطق ويقول "كريم، كريم" ويسأل أحد الممرضين بالسؤال عن أخيهِ كريم لتجييه" البقاء لله ربنا يرحمه ويصبرك" وكأن هذا الكلام نزل عليه كالصاعقة لكنه كذب ما سمع وقال" أكيد لأ،صح، أنتِ بتضحكي عليا، أكيد هو عامل فيا مقلب" لكنها قالت" أنا عارفة إنك مصدوم يا أستاذ إسلان بس للأسف هو اتوفي، ادعيله بالرحمة" هذه الكلمات اخترقت عقله وصار يصرخ بصوت عالي ومرتفع ”متسبنيش يا كريـــــــــم، متمشيش وتسبنــــــي زي ماما يا كريــــم، أنا مكنش ليا غيركم بعد ربنا يا كريم. أنت كنت كل حاجة عندي كنت أخويا وصاحبي ،  عشان خاطري متسبنيش، أنت كُنت الحلو اللي في الحياة يا كريم، ربنا يرحمك يا كريم". أنهي حديثه بنبرة هادئة قليلًا، وصار يبكي...

«_______________________________________»
”بعد مرور شهر من خروج توفيق من السجن بدأ في العمل“

كانت رحيق شاردة تتذكر اليوم الذي وجدت فيه توفيق يخدع ضحيته الثانية بعدما نهب جميع أموال المدعو  " أحمد رشيد" وأوقع شركاته، وجاءت هي بسذاجتها وأخرجته من السجن دون أن تحسب العواقب جيدًا، فهي غبية كيف لها أن تصدق أحدًا مثل توفيق الذي كان له العديد من الصفقات المشبوهة، وجاءت هي بسذاجة وآمنت له وأخرجته من السجن دون أن ينال جزاءه الكافي.
"""""""
كان توفيق يتحدث في الهاتف بداخل مكتبه ولا يعلم بهذه التي تستمع لكل حرف يقوله من وراء الباب.

ما بين الحرب والحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن