رواية _ ما بين الحرب والحب _
الفصل الثامن عشر" مواجهة"
----
بسم الله الرحمن الرحيم
----------كان "إسلام" جالسًا في غرفته في بيت والدته الذي أصبح خاليًا منها، بل أصبح خاليًا من كل شيء، فهي توفيت، وأخوه توفي، وأبوه غادر وتخلي، بعد تفكير دام لعشرة دقائق تقريبًا قرر أخيرًا الإتصال بوالده.
اتصل برقم والده التابع للدولة التي يُقيم بِها ولم يأتِه الرد في المرة الأولي فأعاد الإتصال مرة ثانية ولم يستسلم فوصله الرد أخيرًا.
إسلام بتردد: السلام عليكم.
الوالد"كامِل": وعليكم السلام، أيوة مين معايا؟
إسلام بحزن: إيه! مش عارف صوتي...للدرجة دي أنا مش مهم عندك!
كامل بلهفة حقيقية: إسلام حبيبي، إزاي مش عارف صوتك يا ابني، أنت حتة منِّي، أنت وأخوك أهم ناس عندي، متقولش كدا تاني يا ابني.
إسلام بوجع: أنت بتتكلم جد!! طيب لو احنا أهم ناس عندك سايبنا ليه، ها سايبنا ليـــه؟؟ رُد عليا، لو أنا ابنك وحتة منك إزاي قادر تعيش وأنا بعيد عنك؟
كامل بحزن : مش بمزاجي يا ابني..افهمني، أنا بحبكم والله العظيم، ومهمين عندي أوي، والله بحبكم ومقدرش أعيش من غيركم، وعايز أشوفكم أوي.
إسلام بكسرة: لأ احنا مش مهمين عارف ليه؟ علشان اتخليت عنا، سايبنا للدنيا تلطش فينا واحنا عندنا أب عايش المفروض يحمينا..دا واجبك تحمينا لكن سبتنا.. تلات سنين لوحدنا وأبونا عايش.
كامل بدفاع: صدقني يا إسلام دا أحسن ليكم ساعتها، حقيقي مكنش ينفع أقعد معاكم، أنا عارف نفسي، أنا كنت تعبان أوي بعد وفاة مامتك، أنا عمري ما كنت هبقي الأب اللي تحتاجوه يهوِّن عليكم ساعتها وأنا أصلًا مش متقبل إنها ماتت، هسندكم إزاي وأطبطب عليكم وأنا مش قادر أصلب طولي وأسند نفسي ومحتاج اللي يطبطب عليا، أنا كنت قوي بوجودها، و لولا مكالمة التليفون اللي كانت بتكلمهالي الله يرحمها كل يوم وأنا في الغُربة تطمِّن عليا وتخفف عني مكنتش هقدر أكمل وأنا بعيد، هي اللي كانت مقوياني.
إسلام: طب مفكرتش فينا ليه؟؟ احنا هنعمل إيه لما هي تموت وأنت كمان تبعد، بدل ما هي لوحدها اللي مشيت أنت بقي عايش بس حسستنا إنك ميت، رغم كل حاجة كان لازم تقعد معانا ونخفف علي بعض، لكن أنت الحل بالنسبالك بقي الأسهل دايمًا...الهـــــرب...قولت أهرب بقي لوحدي وأسيبهم مع نفسهم، دايمًا بتختار الحل الأسهل وتيجي علينا احنا، طيب مفكرتش هنتعب إزاي من غير أم ولا أب؟ خيتنا أيتام وأنت حي وعايش.
كامل بوجع: أنا غلطت يا إسلام، أنا عارف والله، أنا كنت ضعيف أوي ومقدرتش أكون أب كويس يسندكم..أنا عارف إني كنت أناني في اختياري..بس صدقني أنا برضو تعبت وأنتم مش معايا..صدقني لو رجع بيا الزمن تاني عمري ما هختار أبعد عنكم..أنا عرفت قد إيه أنا محتاجكم معايا.
أنت تقرأ
ما بين الحرب والحب
Misterio / Suspenso"حتَّي كلمة 'وداع' حين نَقرؤُها مِن اليسارِ إلي اليَمِين نجد فِي طيَّاتِها أمَل" للكَاتبة:مَرْيَمْ هِشَام تاريخ نشر الرواية:20/7/2023 الغُلاف:من صنع يداي تصحيح:هنا محمود