Chapter -28-

725 38 29
                                    

نمنَا ليلتهَا و دموعِي متحجِّرةٌ علَى خدَّاي و عندمَا استيقضتُ صباحَ غدٍ قررتُ أن لَا أبكِي مجددًا فليسَ عليَّ توديعهُ بكاءً.

تناولنَا إفطارَنَا ثمَّ خرجنَا وَ قضيْنَا طوالَ اليَوم نتجوَّل فٍي أماكن لطيفةٍ فِي باجو، تناسَى كلانَا المشكلةَ و قرَّرنا أن نستمتِعَ باللحظةِ طالمَا نحنُ معًا.

و بعدَ أن تناولنَا العشاءَ عدنَا للمنزِل و كانَ الجميعُ هنَاك، لم يذهَب أحدٌ منهُم لمنزلِه.

فجلسنَا قليلًا معًا حيثُ تحدَّثنَا و ضحِكنَا و الجميعُ أرادَ أن يترُكَ لنفسِهِ ذكرَى أخيرةً معَه، رغمَ أنهُ لَم يقُل أحدٌ شيئًا عَن ذلكَ لكِن جميعُنَا اعتقدنَا أنهُ ربمَا هذهِ لحظاتهُ الأخيرَة.

صعدنَا للغرفةِ عندمَا تأخرَ الوقتُ و استعددنَا للنومِ بعدَ يومٍ تمنَّيتُ لو دامَ للأبَد.

قبَّلته و ودَّعتهُ داخلِي فأغلقتُ عينايَ كمَا لَو رغبتُ فِي النومِ حقًّا، لكِن سرًّا كانَت يدِي علَى صدرهِ تتفقَّدُ نبضاتِ قلبهِ طوالَ الوَقت فكنتُ أخشَى أن يتوقَّفَ فِي أيِّ لحظةٍ.

لقد قَال ريكي أنَّ سبَبَ الوفاةِ سيكونُ سكتةً قلبيَّة.

بعدَ ساعاتٍ جهلتُ عددَهَا كنتُ خلالهَا فقَط أراقبُ دقَّاتِ قلبِه، سمعتُ صوتَه.

"نامي آريا"

يبدُو أننِي فشلتُ فِي تزييفِ نومِي، فعلًا قَد مرَّت عدةُ ساعاتٍ مِنذُ قلنَا 'طابَت ليلتُك' لكِن يبدُو أنهُ لَم ينَم أحدُنا.

ففتحتُ عينايَ و نظرتُ لخاصَّتيهِ اللتان تلمعَان في ظلامِ هَذه الليلةِ بفضلِ الضوءِ الذِي يدخلُ من النافذَة.

بعدَ لحظاتٍ من تبادُلِ النظراتِ قلتُ بصوتٍ هامِس.
"لا يمكننِي، لَا يمكننِي أن أنام، فماذَا لَو..؟"

"ماذا لو نمتِ و متتُ أنا؟"
سألَ بوجهٍ مستقيمٍ متحدِّثًا عن الزوضوعِ الذي تجاهلناهُ طوالَ اليَوم و أعلمُ أنَّ وجهِي مليءٌ بالخوفِ من تلكَ اللحظَة.

لم أدرِك متَى قد هزمتنِي دمعتِي فهوَت علَى ذراعهِ التِي أستندُ عليهَا.

ثمَّ قلتُ بصوتٍ لم أمنَع ارتجَافه.

"إذا توقَّفتَ عَن التنفُّس فلا يمكننِي أن أتنفسَ أنَا"

فارتسمَ الإنزعاجُ علَى ملامحِه.

"إذَا لَم أعِش لأرَى الغَد، إياكِ ثمَّ إياكِ أن تفكرِي فِي شيءٍ مثلَ اللحاقِ بِي، أنَا سأذهبُ للجحيمِ و أنتِ للجنَّة لذلكَ نحنُ لَن نلتقِي"

Toxic || RIKI.N [مكتمِلة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن