الخاتِمة

508 40 126
                                    

استيقظتُ فكانت رُؤيتِي ضَّبابيَّةً، كمَا لو وجِد حائلٌ علَى عينايَ يجعلُ من الإبصارِ بوضوحٍ صعبًا.

ثمَّ أصبحَت الأصواتُ التِي بدَت بعيدةً تقتربُ مِن أذنِي ببطئ كذلِك.

"ليتَّصِل أحدُهم بالإسعاف"

"لقد صدمَها حقًّا"

أجَل فأنَا كنتُ في سيَّارتِي قبلَ اقتِراب سيارةٍ أخرَى انحرفَت عن مسارِهَا و ارتطمت بي.

ما سوءُ الحظَّ هذَا...أشعُرُ أنَّ جسدِي بأكملِه يؤلِمني، لكِن بالأخصَّ رأسِي كانَ يؤلمنِي أكثرَ من غيرِه.

حرَّكتُ يدي بعدَ الكثيرِ من المحاولاتِ و وضعتُها علَى بطنِي، أنَا أشعُر بطفلِي في الدَّاخل، هوَ مازالَ هنَاك.
تحسَّستُ جبينِي حيثُ الألم فشعرتُ برطوبةِ الدِّماء في يدي، اللعنَة.

أجبرتُ نفسِي فتحرَّكتُ بحذرٍ كي لا يؤذينِي الزُّجاجُ المتناثِر في كلِّ مكَان، رغمَ أننِي أعتقدُ أنه قد آذانِي بالفِعل.

من الجيِّد أننِي كنتُ قد فتحتُ البابَ استعدادًا للخروجِ قبلَ أن يحدثَ ما حدَث، فدفعتُه بيدِي و خرجتُ من السيَّارةِ المحطَّمة.

أعتقِد أن الضربةَ لم تكُن بتلكَ القوَّة، رغم أنَّ سائقَ السيَّارةِ الأخرى كان مغطًّى بالدِّماء، و لم يتحرَّك ساكنًا، لقد تأذَّى بشكلٍ أسوأ مِنِّي.

"هل أنتِ بخيرٍ أيتهَا الشَّابَّة؟"
سألَت امرأةٌ مِن صوتِها بدَت كبيرةً في السِّن، فقَد كنتُ أرتجِفُ مكانِي مع أننِي واقفَة.

و رغمَ أنَّ رؤيتِي ضبابيَّة و غيرُ واضحَة، إلا أنهُ يمكننِي رؤيةُ حشدٍ حولنَا، لكِن لم يقترِب أحدٌ غيرَها.

كانَ الكثيرُون يصوِّرون مَا يحدُث.
"لا تقتربِي أيتُها العجوز...إنهَا هوانغ آريا"
أجَل فقَد نسيتُ أنَّ وجهي أصبحَ معروفًا عندمَا ارتبطَ اسمِي باسمِ ريكي و بالأخصِّ عندمَا دخلتُ المستشفَى.

غريبٌ فلَم يهتمَّ بي أحدٌ مِن قَبل، لكِن عندمَا أصابتنِي مصيبةٌ أصبحتُ معروفةً للجمِيع.

"لا بأسَ سيدتِي أنَا بخَير"
فقلتُ مبتسمةً لهَا عندمَا لَم تهتمَّ لمَا قالوهُ و حاولَت المساعدَة.

"لكنَّكِ تنزفِين...هذَا خطِر"
قالت بمزيدٍ من القلق و كانت يدُها قَد أمسكَت يدايَ تساعِدنِي على الوقوفِ باستِقامَة.

فلمستُ جرحَ جبينِي اعتقادًا منِّي أنهَا تقصِده.
"لابأسَ فهوَ ليسَ عميقًا، شكرًا علَى مساعدتِك"

Toxic || RIKI.N [مكتمِلة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن