بسم الله ولا قوة إلا بالله
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
🦋 الفصل الثانى عشر 🦋سلامُ علي قلبٍ أرهقهُ مُرَّ الزمانِ والهوىَ
فلم يقوي علي ألمِ البَعادِ كما قرر وانتوىَ
فمِنْ مجردِ ليلةِ خصامٍ ذاق بها الحَنْظَلِ
أتعبهُ بَليَّةَ الحِرمانِ فحَنَّ وعاد ليرتوىِخاطرة ياسين المغربي
بقلمي روز آمينأشرقت شمسُ الصباح ونثرت بنورها على وجه الأرض النائمة،فوق أغصان الأشجار بدأت العصافير تتغني ترنيمة الصباح بصوتها العذب وبألحانها الربانية لتُعلن عن ميلاد يوماً جديداً مليِئُ بالأمل والخير والحياة
وصلت أشعتها الذهبية الدافئة إلي وجه تلك النائمة وذلك من خلال فُتحة باب شُرفتها الصغيرة والتي تركتهُ موارباً مُنذ البارحة حتى تستطيع التنفس من خلاله بعد أن شعرت بالإختـ.ـناق وبأن روحَها تكادُ تنسحبُ منها
بدأت خيوط الشمس الذهبية تُداعـ.ـب أهدابها مما جعلها تتملل بنومتها وبدأت تستجيب وتفتحُ عيناها بتكاسل وإرهاقٍ شديدان ويرجع ذلك لقلة عدد السويعات التي غفتها تلك الحزينة،تمطأت بتكاسُل ثم مالت علي وجنة صغيرها الذي يغط في سَباتٍ عميق بجوارها وقامت بوضع قُـ.ـبلة عليها وسحبت جـ.ـسدها للأعلي،حولت بصرها علي التخت المُقابل لتختها وألقت نظرة علي طفلاها مروان وأنس الغافيان بسلام،ألقت برأسها للخلف بإستسلام مستندة علي خلفية التخت،كانت حالتها مُزرية للغاية،عيناي منتفختان من كثرة بكائهما وعدم أخذهما القِسط الكافي من النوم
إستمعت إلي صوت جرس الباب واستغربت،من سيأتي لزيارتهم بتلك الساعة الباكرة،إنها لم تتعدي السابعةِ صباحاً بعدْ،
سحبت حالها وارتدت فوق منامتها مِعْطَفاً ثقيلاً وسارت إلي الخارج وتوقفت بمنتصف الرُدهة عِندما وجدت والدتها تتجه إلي الباب وفتحته،تسمرت ساقيها وأرتجف قلبها حين إستمعت إلي صوته وهو يُلقي تحية الصباح علي والدتها قائلاً بصوتهِ الرخيم:
-صباح الخير يا ماماتعجبت سُهير من ذاك الواقف أمامها ويبدوا من شكل عيناه المُجهدة أنهُ أيضاً لم يتذوق للنوم طعماً،ردت عليه وتحدثت متعجبة:
-ياسين!
إيه اللي جابك بدري كدة يا أبني،إوعي يكون بعد الشَـ.ـر حد جرا له حاجة؟أشار بكف يـ.ـده سريعاً وتحدث كي يُطمأنها:
-مافيش أى حاجة يا أمى،ماتقلقيشدون وعياً منها ساقتها قدماها وتحركت حتي وصلت بالقُرب من الباب وتوقفت وقلبها ينتفـ.ـضُ بترقُب،نظرت عليه بفـ.ـاهٍ مُترجل ودقات قلب تتسارع وتنبض بشدة،لامته عيناها وعاتبتهْ وظهر بعُمقهما كَمّ الحُزن الذي أصابها جراء ما فعل بها وتسبب في إيلام روحها النقية
دقق النظر إلي عيناها وصَـ.ـرخ قلبهُ متألماً وبات يُعنـ.ـفهُ بل ويلعـ.ـن غرورهُ حين وجد إنتفاخ ما حول عيناها وتورمهما، نظرت عليه بعيناي حزينة لائمة،بسط ذراعهُ وأشـ.ـار لها بكف يـ.ـده يستدعيها لأحضـ.ـانه،إستغرب حين وجدها مازالت تقف بمكانها تنظر لعيناه بنفس تلك نظرات اللوم،شعر حينها أنهُ أزادها عليها وجعلها تصل لحالة الشَجن تلك،تعمق النظر بمقلتيها وكأنهُ يقوم بتنويمها مغناطيسياً ليستـ.ـقطب تركيزها،ثم بعث لها باشـ.ـارات مُترجية من عيناه يستدعيها بها إلي أحضـ.ـانه
أنت تقرأ
رواية قلوب حائرة الجزء الثاني
General Fictionعجيبٌ حقاً أمرُ البداياتِ والنهاياتِ ، فكِلتاهُما في كثيرٍ من الأحيانِ قَد تبدو لنا متشابهاتٍ ، أحياناً عندما نتعرضُ لِإنتكاسةٍ رَوْحِيَةٍ نَعْتقدُ أنَ تِلْكَ هيَ النهايةِ، نهايةِ رحلةِ سَعَادَتِنا ونهايةُ الأملُ الذي يَحْيَي بداخِلِنا، وَلَكِنَنَا...