بسم الله ولا قوة إلا بالله
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
🦋 الفصل السادس عشر 🦋نظرت داخل عيناه وتعمقت بهُما ثم أخذت نفساً عميقاً وتحدثت بنبره مُترقبة:
-ياسين،أنا عاوزة أنزل الشركة من أول الإسبوع الجاى علشان أدير نصيب أولادي بنفسيوكأن بكلماتها تلك قد سكبت مادة سريعة الإشتـ.ـعال داخل قلب ذاك الولهان الذي أبتُلىّ بداء الغيرة على مدللتهُ حتى أنهُ أصبح يغارُ عليها من أشقائها،ولو كان بإستطاعتهِ أن يشُـ.ـق صَـ.ـدرهُ ويضعها بداخل ضلوعهُ ليحميها من أعيُن البشر ويُريح لوعة وغيرة العاشق لفعلها وما تأخر
جحظت عيناه وتحول بياضها إلى أحمر داكن مما يدلُ على شدة غضـ.ـبه،وهتف بنبرة شديدة الحِدة:
-نعم يا اختي
ثم أمـ.ـسك أذنهِ بأصابع يـ.ـده وأدارها بإتجاه وجهها وتحدث بنبرة غليظة:
-سمعيني تانى كدة قُلتى إيه؟إستغربت ردْ فعلهِ الغَير متوقع وطريقتهُ الخَشِنة وسألتهْ بنبرة مُتعجبة إسلوبهُ الجديد عليها:
-مالك يا ياسين؟!
إكفهرت ملامحهُ وهتف بنبرة شديدة السُخْط:
-مالى إيه وزفت إيه يا مليكة،إنتِ مش سامعة نفسك بتقولى إيه؟
عاوزة تنزلى من بيتك وتسيبى ولادك لوحدهم وتروحى الشركة،لا وكمان حامل؟واسترسل متهكماً بقلبٍ يغلى كحُممٍ بُركانية:
-والهانم تقعد فى مكتبها وطول اليوم موظف داخل وموظف خارج
واستطرد بعيناى مُشـ.ـتعلة ونبرة صوت تُوحى إلى وصولهُ لحد الجنون:
-إنتِ أكيد عاوزة تجلطينى؟كانت تستمع إلى كلماتهِ اللازعة وحالتهِ الجنونية التى وصل إليها فى غضون دقائق بتعجب واستغراب حَادّ،أغرورقت عيناها وأمتلأت بالدموع وبدأت بالإنسياب فوق وجنتيها وهى تنظُر إليه بعيناى لائمة،زفر بقوة وسألها بنبرة حادّة:
-إنتِ بتعيطى ليه الوقت؟عقبت قائلة بصوتٍ مُتقطع بفضل دموعها:
-بعيط علشان الإنسان الوحيد اللى المفروض يقف جنبى وياخدنى فى حُضـ.ـنه ويطمنى قاعد يتنرفز عليا ويتريقواسترسلت عاتبة عليه:
-ده أنتَ حتى ما سألتنيش عن السبب اللى خلانى أفكر فى الخطوة دى،برغم إنك عارف إنها خطوة بعيدة عن شخصيتى وطريقة تفكيرىقلب عيناه بتملُل ثم أخرج زفرة قوية أظهرت كَمْ الغـ.ـضب الذي سكنهُ وتحدث بنبرة قاطعة:
-وتفتكرى أنا لو عِرفت السبب كدة بقى هوافق أو هديكى عُذرك فى قرارك ده؟!شهقةً عاليةً خرجت منها زلزلت كيانهُ وجعلته يتخلى عن عِنادهُ وبلحظة كان يسـ.ـحبها ويُسكنها بأحضـ.ـانه التى لو باستطاعته ما أخرجها منها إلى الأبد،وضع كفهِ الحنون فوق ظهـ.ـرها وبات يتحـ.ـسسهُ برِقَّةٍ نال بها إستحسانها مما جعلها تستكين،قرب فَـ.ـمهْ من أذنها وهمـ.ـس بها مُتحدثاً بنبرة خافتة عَطوفة:
-إهدى يا حبيبي،إهدى وبطلى عياط علشان خاطرى
أنت تقرأ
رواية قلوب حائرة الجزء الثاني
General Fictionعجيبٌ حقاً أمرُ البداياتِ والنهاياتِ ، فكِلتاهُما في كثيرٍ من الأحيانِ قَد تبدو لنا متشابهاتٍ ، أحياناً عندما نتعرضُ لِإنتكاسةٍ رَوْحِيَةٍ نَعْتقدُ أنَ تِلْكَ هيَ النهايةِ، نهايةِ رحلةِ سَعَادَتِنا ونهايةُ الأملُ الذي يَحْيَي بداخِلِنا، وَلَكِنَنَا...