بسم الله ولا قوة إلا بالله
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
🦋 الفصل الحادي والعشرون🦋برضاكَ يا آسِرَ القَلبِ ومالكِهِ تَرُوقُ لي دُنْيايَ وكلَّ الصِعابِ تهونُ،فقط برضاكَ
خواطر ياسين المغربي
بقلمي روز أمينصباح اليوم التالي
تقلب ياسين بفراشهِ بوجهٍ يبدوا عليه الراحة والإستمتاع، وكعادته كاد أن يتَمَطِّي أوقفهُ شعورهُ بحِملٍ ثقيل فوق ذراعه،وقبل أن يفتح عيناه تذكر ليلتهُ المُثيرة مع متيمة القلب وأسرة الروح تلك التي بمقدورها تغيير مِزاجهُ من سيئ إلي مُبْتَهجُ دون أدني مجهود منها،فقط بحضُورها تنقلب كل الموازين وتُبهَج حياتهُ،تدريجياً بدأ بفتح عيناه وهو ينظر لذاك الوجه الذي طالما إستمتع بالنظر إليه بلا مَلَل أو كَلَل،زادت إبتسامتهُ الصافيةُ حينما رأي علاماتُ الإسْتجُمامِ ترتسمُ فوق ملامحها السَاكنةُ وهي تغطُ بغفوتها واضعة رأسها فوق ذراعهْ بسلامٍ روحيّقرب وجههُ من خاصتها واضعاً قُبلة فوق أرنبة أنفها ثم قرب فمهْ بجانب أذنها وتحدث هامساً بصوتٍ أَجَشّ تأثُراً بنُعاسِه:
-حبيبي،إفتحي عيونكإبتسامة رائعة إرتسمت فوق محياها زينته قبل أن تبدأ بتحريك أهدابها السمراء عدة مرات في محاولة منها للإستيقاظ وفَتحْ عيناها الناعسة بقوة،فهي لم تأخذ القسط الكافي من النوم بَعْد،بصعوبة بالغة فتحت عيناها ونظرت لأسر كيانها وتحدثت بصوتٍ مَبْحُوح:
-صباح الخير يا ياسينصباح الفل علي كُل عُمر ياسين...نطقها مُبتهجاً واسترسل لعلمهِ عشق ثُريا لأطفال غاليها ومعاناتها في إبتعادهم عن مرْميّ عيناها:
-صباح الفُل،يلا يا حبيبي فَوقِي علشان نروح نفطر مع حماتي وناخد الولاد ونرجع بيتناواستطرد بتأكيد:
-عمتي أكيد قلقانة عليهم،وكمان عز تلاقيه عامل لمامتك صُداع وبيسأل عليكِأومأت بموافقة فاقترب منها وبات ينهلُ من شهد شفتاها ولم يكتفي،إبتعدا مُرغمان وتحركا معاً في طريقهم إلي الحمام وكادا أن يُرافقها للداخل لولا صوت رنين هاتفهُ الذي صدح بالمكان مُعلناً عن وصول مكالمة،طلب منها الدخول واجاب هو بجدية بعدما رأي نقش إسم رجلهُ عامر علي شاشة الهاتف:
-ياريت تكون جايب لي أخبار لها قيمة تحرك شُغلنا الواقف ده يا عامرحصل معاليك...قالها بثقة واستطرد بنبرة حريصة لأهمية الموضوع ودقة خصوصيتهُ:
-الكلام مش هينفع علي التليفون،لازم سعادتك تيجي وتشوف الفيديو بنفسك لأن اللي هتسمعه هيذهلكوافقهُ الرأي وأغلق مُتأملاً أن يجد ما يسرُ قلبه ويُريح عقلهُ المُنهك وينتهي من ذاك الكابوس قبل أن يتأذي أحداً من أحبابه وعائلته
قاما كلاهُما بالإغتسال وأرتداء ثيابهما وتحركا إلي الأسفل،بعد قليل كانت تجاورهُ الجلوس بالمقعد الأمامي لسيارته الخاصة واضعة كف يدها فوق وجنتها ناظرة عليه بعيناى تهيمُ عِشقاً،أما هو فكان يُتابع قيادة السيارة بحِرصٍ شديد وكُلما إطمئن لخلو الطريق من المركبات إسترق النظر إليها للحظات ليُمتع بصرهِ ويَظْفرْ بطلتِها البهيةُ التي تُدخل السرور علي قلبهِ الولهان
أنت تقرأ
رواية قلوب حائرة الجزء الثاني
General Fictionعجيبٌ حقاً أمرُ البداياتِ والنهاياتِ ، فكِلتاهُما في كثيرٍ من الأحيانِ قَد تبدو لنا متشابهاتٍ ، أحياناً عندما نتعرضُ لِإنتكاسةٍ رَوْحِيَةٍ نَعْتقدُ أنَ تِلْكَ هيَ النهايةِ، نهايةِ رحلةِ سَعَادَتِنا ونهايةُ الأملُ الذي يَحْيَي بداخِلِنا، وَلَكِنَنَا...