بسم الله ولا قوة إلا بالله
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
🦋 الفصل الثاني والعشرون🦋
بعد مرور يومان علي حفل الخُطبة
وصلت مليكة إلي مقر الشركة بصُحبة رِجال الحراسة الذي خصصهم ياسين لحمايتها،كانت تتحرك بساقاي مُرتجفتان،لا تعلم إلي أين ستوصلها تلك الخطوة الجريئة التي إتخذتها وقت الغضب وشعُورها بالخطر يُحاوط صغارها فقررت النزول وإدارة نصيبهما بذاتهابحضور الموظفين وإستقبال لائق إحتفي بها طارق بكثير من التِرحاب والود الذي جعلها تخجل وتتراجع عن حِدتها في تعاملاتها معهْ حيثُ تحدث بحصَافة:
-نورتي شركتك أستاذة مليكةحاولت التماسُك وقابلت تِرحابهِ بمهَابة وتوقير وتحرك هو بجانبها حتي أوصلها إلي مكتبها بعدما قَدمها لموظفي الشَركة علي أنها الشَريك الأكبر لمالكي الأسهُم،ثم تحدث وهو يُشير إلي المقعد المتواجد خلف مكتبها والذي خُصص لها:
-ده هيكون مكتبك من النهاردةواستطرد وهو ينظر إلي تلك الفتاة الواقفة بوجهٍ مُشرق وحماسي:
-ودي إسراء،السكرتيرة الخاصة بمكتبك.أومأت إسراء برأسها وتحدثت بنبرة جادة عَملية:
-نورتي مكتبك يا أفندم،وأتمني أكون عند حُسن ظن حضرتك في الشُغلبسبب عدم خوضها لأية تجارب عملية وعدم نزولها لمزاولة أية عمل من ذِي قَبل أردفت بنبرة مُرتبكة ظهرت بوضوح:
-أهلاً يا إسراءهتف طارق بنبرة حماسية كي يُخرجها من توترها هذا ويحثها علي الإندماج السريع داخل أجواء العمل:
-إسراء شاطرة جداً في شُغلها وهترتاحي معاها،ولو إحتاجتي أي حاجة كلميني وأنا هاسيب كُل اللي ورايا وأجي لك فوراًشعرت بالأسي تجاه ذاك الشهم الصَدوق الذي طالما كان لها السَند والأخ التي لم تلدهُ أمها ولم تري منهْ أي مكروهٍ أو أذي،حَزن داخلها لأجل تشكيكها بأخلاقهْ ووصمها لهُ بأبشع التُهم،"ولكن" ماذا كان عَليها أن تفعل وكيف بهِ تُفكِر وكُل الشواهد تؤدي بالنهاية إلي أن طارق تسللَ إلي عقلهِ الجَشع وطَمعَ بالمكسب لحاله
بعُجالة أزاحت تلك الأفكار السوداوية عن مُخيلتها،إرتسمت إبتسامة هادئة فوق ثغرها وأردفت بتوقير له أمام موظفيه:
-متشكرة يا أستاذ طارقواستطردت بما أثلج صدرهُ:
-وأكيد لو حاجة وقفت قدامي في الشُغل هرجع لك فيها واستفيد من خِبرتك الكبيرةإبتسم بشدة بينت صف أسنانه مما يدُل علي مّدي إغْتبَاطهْ وهز رأسهُ بإيجاب وعيناي يملؤها الحماس وتحدث بنبرة رحيمة:
-وأنا تحت أمرك في كُل اللي تطلبيهأومأت بهدوء وتحرك تَاركاً إياها بصُحبة إسراء كي تبدأ في مزاولة أعمالها،بعد مرور حوالي الساعتان،دلفت إليها تلك الحيةُ الرقطاء وتحدثت بإبتسامتها الخَبيثة التي ترسمُها فوق ثغرها:
-أنا ماصدقتش نفسي لما سمعت إنك هنا في الشِركة وجيت أشوف بعيوني،مبروك يا مليكة
أنت تقرأ
رواية قلوب حائرة الجزء الثاني
General Fictionعجيبٌ حقاً أمرُ البداياتِ والنهاياتِ ، فكِلتاهُما في كثيرٍ من الأحيانِ قَد تبدو لنا متشابهاتٍ ، أحياناً عندما نتعرضُ لِإنتكاسةٍ رَوْحِيَةٍ نَعْتقدُ أنَ تِلْكَ هيَ النهايةِ، نهايةِ رحلةِ سَعَادَتِنا ونهايةُ الأملُ الذي يَحْيَي بداخِلِنا، وَلَكِنَنَا...