كل شيء في الحياة له عدة أنواع وأشكال مختلفة، أنواع رديئة من كل شيء وأنواع ممتازة أخرى، والاختيار دائمًا يقع على الإنسان، مثل أنواع القهوة المختلفة أو أنواع التفاح التي لا تتشابه، أشكال القطارات والطائرات، الغيوم العواصف والزلازل، وكذلك الدموع الذي ربما البعض لا يستطيع أن يميزها أو يعرف كيفية التفرقة بينهم.
فيوجد دموع حقيقة كدموع أم سعيدة في حفل زفاف ابنتها، أو دموع الحزن التي تملأ المقابر، يوجد دموع كدموع المظلوم التي لا تجف، ودموع مصطنعة غير حقيقة يكون الظالم بارعًا في اصطناعها ولا يستطيع الإنسان أن يفرق بينهم إلا أن حدق بأعين من أمامه جيدًا وفي ذلك الوقت فقط سوف يدرك حقيقة هذه الدموع ومنبعها، أهو القلب أم العقل.
أما الآن وهو يحدق بعيناها الباكية وهي تقترب بخطوات مهزوزة أثر خوفها أدرك أن دموعها كانت صادرة من أعمق نقاط قلبها، دموعها كانت حزينة وبائسة بشكلٍ أصابه بالتوتر، جلست ليلى علي المقعد الذي أمامه بعد أن أخبرها حاتم أن تفعل وقد لبت النداء سريعًا، أما عنه فقد كان صامتًا ينظر إليها فقط وعيناها تطارده كطفلٍ صغير ألتقي بشخصٍ يعرفه بعد أن كان تائهًا.
رفعت ليلى يديها تمسح على وجهها وتحاول تهدئة نفسها لتجيب على أي سؤال سوف يتوجه لها ولكن فور أن تزيل ما لديها من دموع تنجب عيناها غيرهم، اقترب يونس من الطاولة التي بينهم أمسك كأس الماء الخاص به الذي لم يشرب منه شيئًا وأعطاه لها وهو يحادثها بهدوء :
_ خدي أشربي وأهدئ.
أومأت له ليلى وهي تأخذ الكأس من جزءه السفلي بعيدًا عن أصابعه التي تمسكه من أعلاه، وشربت منه بهدوء بعد أن التمست الهدوء بين كلماته ، وضعت الكأس بعد أن شربت من القليل وهي تحاول أن تتنفس بعمق لتنظم أنفاسها، ومرة أخرى تحدث يونس قائلًا :
_ حد عملك حاجة تحت أو برا؟
نفت له ليلى وهي تجيبه بصوتٍ مبحوح :
_ لا محدش كلمني.
أومأ لها يونس براحة وهو يريح ظهره علي المقعد من خلفه ثم بهدوء حرك رأسه إلى حاتم يعطيه الإشارة ليبدأ في سؤالها عن عدة أشياء يحتاج لأجابة منها عليها لكي تستطيع المغادرة بعد أن هدأت وتوقفت عن البكاء، رأت ليلى حركته إلى حاتم فعلمت أنه سوف يحادثها لهذا أعطته انتباهها بالكامل وعلي الفور سألها حاتم بما لديه :
_ ممكن أعرف كنتي بتعملي أي هناك؟
أجابته ليلى علي الفور بصوتها المبحوح ذاته وهي تبرر موقفها أخيرًا بعد أن أهتم ذلك الشارد بالاستماع إلى ما لديها من كلمات :
_ أنا محامية ومتسجلة في النقابة وكنت بدور علي شغل ولما بحثت على أماكن طلعتلي الشقة دي بأسم مكتب خالد توفيق للمحاماة عشان كدا روحت ولما البنت المريبة دي فتحتلي الباب كنت همشي على طول بس هي سحبتي وقفلت الباب، كانت فكراني هشتري منها مخدرات.
أنت تقرأ
قهوة بالنعناع.
Roman d'amour' الحب هو الحب، إن كان الأول أو الثاني أو المئة، الحب هو ذلك الشيء الذي يجعلك مضطربًا متوترًا خائفًا وسعيدًا في الوقت نفسه، الحب شيء حلو المذاق في كل الأوقات والعصور والأزمان، والأكوان، الحب هو كالقهوة بالنعناع، شيء لا يمكنك أن تتقبله أو تفكر بأن تك...