أهو نادم؟.

369 29 3
                                    

يجمع قلب المرء الكثيرين من الأحباب على مر جميع أعوام حياته، يوجد أشخاص يحبهم لعدة أيام أسابيع أشهر أو حتى القليل من الأعوام، ولكن يعود ذلك الحب ليتلاشي من اللا شيء كما أتى من اللا شيء بعد أن يغادر ذلك المحب عائدًا إلى حيث حياته، يملأ شعور الفقد وأن هناك شيءٍ ناقص ذلك القلب لفترة ثم يعود كل شيء إلى سابق عهده مرة أخرى، يعود المحب ليكون غريبًا وأن ألتقت الأعين لا تلمع ولا يضطرب القلب.

ويوجد نوع أخر من الحب، النوع الخالد منه، حب لا يغادر القلب وإن غادر المرء، حب كحب الأم لطفلها أو كحب الطفل لأبيه، حب غير مشروط حتى وإن سأت الأمور بين القلوب لا يغادرهم الحب، ذلك النوع من الحب يكون الأقوى من بين كل أنواعه فهو لا يشترط أن يكون بين رجل وامراة، ربما يكون بين صديقين أو أفراد عائلة واحدة، ربما يكون حب المرء لشيء لا شخص وهذا يكون حبًا لامعًا لا تنطفيء لمعته كنجم يتوسط السماء من ألاف السنيين.

ونور كانت تعاني من النوعين، حبها الغير مشروط لـ ليلى جعلها تلقي حبها ليونس الذي كانت تقدر إخلاصه حتى قبل أيام فقط خلف ظهرها، لطالما كان يونس بالنسبة لها شقيقًا كبيرًا منذ أن ألتقت به كصديق الرجل الذي أحبته دائمًا، حتى قبل أن يكون زوج صديقتها الراحلة مريم، كانت قصة زواجه بمريم حبيبته منذ الثانوية كـ قصة روميو وجوليت بالنسبة لها، وكان زواجهم المبكر يجعل الأمل داخلها ينمو وهي تفكر أنها ربما ذات يوم سوف تتزوج هي وأحمد مثلهم، وحتي بعد موتها ورؤيتها يونس يحتفظ بصورة حفل زفافهم في إطار كبير في منتصف منزله كانت تجعل قلبها يخفق.

تمسكه بخاتم زواجه بها حتى بعد أعوام من مغادرتها واحتفظه بكل ما يخصها في مكانه وتحدثه عن ما كانت تفضله من وقتٍ لأخر، كل تلك الأشياء كانت تجعلها تحترمه كل يومٍ أكثر عن اليوم الذي يليه وفي داخلها كانت تتمنى أنها وإن غادرت قبل أحمد أن يكون يحبها بذات القدر الذي يحب به يونس مريم، ولكن الآن لم يعد الأمر نفسه بالنسبة لها، كل تلك الذكريات وكل الأشياء التي تعلم أن يونس ما زال يقوم بها لأن مريم كانت تفضل هذا، باتت تزعجها وتضرب جدران رأسها بعنف حتى أصابها صداع كامل منذ أسبوع، منذ أن أخبرتها ليلى بشأن موافقتها على الزواج منه وشبه واقنعتها بهذا.

هي غاضبة طوال الوقت منذ حينها، أتي يونس قبل أيام ليطلبها منها هي وأحمد كما أخبره أحمد أن يفعل وجلب مروان معه ليقوم بدور المتحدث بدلًا عنه بعد أن أخبره عن الأمر بنفسه، أراد أن يجلس معها ليطلبها منها بشكلٍ حقيقي بما أنها قريبتها الوحيدة الآن بعد أن أبعد حسن عمتها عن حياتهم بشكل كامل ولكنها رفضت أن تجلس معه، كانت تعلم أنها وأن جلست معه سوف توبخه حتى يرتاح قلبها ولهذا تراجعت عن الأمر وتركت لأحمد زمام الأمور، فكما قال لها قبل أيام، الأمر لا يخصها لتأخذ القرار وإن كانت ليلي موافقة فكل ما عليها أن تفعله أن تبارك لها وتدعمها.

قهوة بالنعناع. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن