الفصل العشرون/كندا

199 9 0
                                    

أقلعت الطائرة متجهة إلى كندا مضت ساعات ونحن في السماء حتى أخيرا حطت الطائرة على أرض كندا

جررنا حقائبنا متجهين إلى منزلنا الجديد وكل ما يدور في رأسي هو هل سأصنع ذكريات جديدة هنا؟وإن صنعتها هل سأتخلى عنها ؟
دخلنا إلى المنزل ولم ينطق أحد منا حتى قطعت الصمت ونظرت إلى أمي وهي تخرج أغراضها من الحقيبة وقلت
_أمي يجب أن أعود إلى أمريكا
إلتفت إلي أمي وقالت
_لما
نبض قلبي وقلت بسهو
_أنا حامل
تقدمت مني أمي بصدمة وقالت
_من السيد جيون
هززت رأسي لها حتى أحسست بصفعة وجهتها لي أمي نظرت لها فوجدتها تبكي وتنظر لي بحزن
_كنت أعلم أنه سيخدعك وجدك فتاة محطمة وقرر إستغلالك
أردت الحديث لكنها قاطعتني
_هل هو يعلم
نفيت برأسي بحزن حتى قالت
_ستتزوجين
نظرت لها بصدمة حتى قالت مصرة
_بل ستفعلين ذلك أول شخص سيطلب يدك سأزوجك له إنتهى النقاش

مضت الأيام بل السنين ونحن في كندا تخرجت من جامعة الحقوق لكن لم أجد أي عمل  أما بالنسبة لقصة زواجي فقد تزوجت من رجل أكبر مني يدعى جوزيف ب26سنة ولدت طفلي وسميته جون الآن عمري 21سنة وجون أصبح في عمر 3سنوات تعلقت به كثيرا عوضنا عما عشته طوال الأربع سنوات في كندا أما أمي فقد غيرت من شكلها قصت شعرها وصبغته بالأسود وتغيرت حتى شخصيتها لم تعد مرحة ولا متهورة أصبحت باردة وكلوي كبرت وأصبحت فتاة جميلة أما بالنسبة لزوجي كان مغرورا أوبالآخرى يتفاخر بي لا أقصد أنه يحبني بل كان دائما ما يجبرني على أن أتزين وأرتدي جيدا لأقابل أصدقائه ويمدحونه أصدقائه بأنه يملك زوجة جميلة بإختصار كان يعملني كدمية يلعب بيها كما يشاء كان يكره جون بحق ولأنه كما يقول يأخذني منه
_أوليفيا أخبري ذلك الشيطان الصغير إن لم يصمت سأقطع لسانه
صرخ جوزيف وهو يمضع طعامه
بينما أجبته من الغرفة الآخرى
_جوزيف إنه طفل
تحدث وهو يمضغ أكثر
_لا يهمني عندما كنت طفلا لم أكن مثله
حمل منديلا ومسح فمه وقال بنبرة ساخرة
_أوليفيا ألم تقولي أنكي تريدين أن تذهبي للبحث عن عمل
تحدثت بنفس نبرته وقلت
_أجل لكن أمي مشغولة لأترك جون معها
نهض من الكرسي وقال
_يمكنني الإعتناء به أنا
ضحكت بسخرية وقلت
_هيا جوزيف كف عن المزاح
دخل إلى الغرفة التي أتواجد بها أنا وجون وقال
_لا حقا لا ربما تتطور علاقتنا
هززت كتفي وقلت
_حسنا

نهضت من مكاني متجهة إلى غرفة الملابس غيرت ملابسي ووصيت جوزيف على الكثير من الأشياء خرجت من المنزل وقلبي غير مرتاح حاولت تجاهل هذا الشعور ظللت أتجول في شوارع المدينة حتى وأخيرا وجدت عملا في شركة للعقارات مع أنها ليست في نفس إختصاصي لكن سأحاول التأقلم خرجت من الشركة سعيدة حتى وجدت إتصالا من أمي
_مرحبا أمي لدي خبر مفرح لك
ظلت صامتا حتى بدأت الإبتسامة تختفي من وجهي
_أمي؟
تنهدت أمي وقالت بصوت متعب
_أوليفيا تعلمين أن كل شيء مقدر لنا صحيح؟أنظري سأقول لكي شيئا ولكن أمسكي نفسكي
_أمي ما الأمر لقد أخفتني؟
ظلت صامتة لمدة حتى قالت
_جون لقد مات
كان هذا آخر ما سمعته أحسست أن الأصوات كلها إختفت صوت ضجيج السيارات لم أعد أسمعه ظللت أسمع فقط صدى تلك الجملة
عدت إلى المنزل أملة أن أمي تمزح أمي حتى وجدت كل العائلة مجموعة في بيتي أخت زوجي وأمي وأختي الصغيرة وزوجي لكن أين جون
تقدمت أخت زوجي معانقة إياي وقالت
_إصبري
دفعتها عني وتقدمت من جوزيف وقلت
_كيف حدث هذا
تحدثت أمي وقالت
_لقد مات مخنوقا في حوض الإستحمام
شنقت جوزيف وقلت
_من خنقه أنت بالطبع هل سيخنق نفسه
جرتني أمي وأختي الصغيرة مبعدتا إياي عنه هبطت دمعة ساخنة على خدي وركضت إلى غرفة جون
ظللت أنظر للغرفة إحتضنت دميته المفضلة إقترب من النافذة ورفعت رأسي لسماء وقلت
_مات إبنك جيون وأنت لم تكن معه لتدافع عنه مات آخر ذكرى منك

مرت مراسم الجنازة وعاد كل واحد إلى بيته صعدت السلالم متجهة إلى غرفتي حتى أوقفني صوت جوزيف
_تجهزي اليلة سنذهب إلى حفلة مع أصدقائي
ضحكت بسخرية وقلت
_حقا ليس لديك مشاعر لقد دفنت إبني قبل قليل وأنت تطلب مني الآن الإحتفال

صعدت إلى عرفتي ولم أخرج منها لمدة تتجاوز أسبوع كانت أمي تأتي لزيارة بعض المرات أما جوزيف خرج من المنزل ولم يعد
كنت أجلس في غرفتي كالعادة لم أتخطى موت جون بعد حتى إتصلت أمي وقالت بصراخ
_أسرعي لقد وجدو جوزيف مقتولا
رميت الهاتف وخرجت متجهة إلى منزل أمي دخلت فوجدت أخت زوجي تبكي وأمي تحتضنها تقدمت مني أمي وقالت
_أو صغيرتي كل شخص قريب منكي يموت
تنهدت طويلا نظرت بسهو دون أن أقول شيئا
أخذتني أمي إلى مكان جوزيف ظللت أنظر له ببرود تقدمت من جثته وهمست
_لن أبكي عليك لأنك لا تستحق
أخرجت الشرطة الجثة ومرت  جنازته بعدها بأيام جاء المحقق المكلف بقضية جوزيف وقال لنا
_لقد مات بسكتتة قلبية
صرخت أختي في وجهه وقال
_وماذا تفسر الجروح التي في وجهه
تجاهلها المحقق ورحل

صعدت إلى عرفتي ولم أخرج منها لمدة تتجاوز أسبوع كانت أمي تأتي لزيارة بعض المرات أما جوزيف خرج من المنزل ولم يعدكنت أجلس في غرفتي كالعادة لم أتخطى موت جون بعد حتى إتصلت أمي وقالت بصراخ_أسرعي لقد وجدو جوزيف مقتولا رميت الهاتف وخرجت متجهة إلى منزل أمي...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

جون

IT'S Okayحيث تعيش القصص. اكتشف الآن