الفصل الثاني والعشرين: بعد سنوات

293 20 13
                                    

تمر و تختفي، أيام جاءت وذهبت ولا تزال أياما نضجت فيها فقط الملامح وأفكار
أهي ستة أيام حقا؟ أم ستة أسابيع؟ لعلها ستة شهور!... لا
انها ستة سنوات
بل لا أراها سوى أيام لم تبرد خلالها حرقة الجمر...
ستة سنوات مرت على آخر وطأة قدم حرّة ولا تزال ذكراياتها تبدو من الأمس
.
.
.

"انتهيت، دوري" وضع المقص على الطاولة بجانب ساسكي
"لا أستطيع، افعلها بنفسك" وقف مباشرة يجمع المتبقي القصير من شعره بواسطة حلق مطاطي أسود وهو يغادر
"ساسكي لقد طال شعري كثيراً، سأفسده بمفردي"
"لن تجعل من نفسك أضحوكة بالقدر الذي سأفعله بك أنا... تدبر أمرك إيتا" غمز وتركه يحدق في عدة الحلاقة المتبقية لينتهي به الأمر متنهدا يجمعها ويربط ذيل حصان شعره الطويل مجددا

خرج ساسكي من الزنزانة المشتركة مع أخيه واستند بمرفقيه على الحاجز الحديدي يرمق الطوابق السفلية الصاخبة بنظرات باردة، بعض المساجين عائدون من محاكماتهم التي برمجت هذا الصباح وبعض الوجوه سعيدة و الأخرى على العكس
لمح جوغو يصعد الدرج أيضا يلوّح له من الأسفل ليطلب الإذن بالصعود

أومأ ساسكي واستند على حائط خلفه، لم يطل انتظاره حتى ظهر جوغو تدريجيا على نفس السطح
"مساء الخير ساسكي"
"ما نتائج محاكمتك؟" قال مباشرة لتظهر ابتسامة متسعة على وجه جوغو فورا
"بسبب العفو الشامل تقلصت مدة بقائي، قد أخرج بعد سنة دون شهر!"
رفع ساسكي عينيه إليه وشكل ابتسامة صغيرة أثناء استقامته ليعانقه جوغو بدوره أيضا

همس جوغو وهو يقترب لأذن ساسكي "إن غادرت قبلي، اصنع لي معروفا لو سمحت"
"ماذا؟" قال ساسكي بنفس مستوى نبرة الصوت المنخفضة
"أعثر على أخي من فضلك... المحامي لا يعلم عن كيميمارو شيئا"
فصل جوغو العناق وأعطاه نظرة قلقة ليجعد الأوتشيها جبينه بإيماءة الوفاق

"أوتشيها ساسكي" صدر نداء عال من أحد الحراس من الطابق الأرضي أخرج ساسكي رأسه إليه ليرى أمره بينما يخرج إيتاشي من الزنزانة خلفه ويطل أيضا مستفسرا لأن دوي النداء باسم أخيه اخترق جدرانه
"ماذا هناك؟" سأل ساسكي
"رئيس الحرس يريدك"
"الآن؟"
"نعم، انه يرسل بطلبك على الفور" أجاب الذي بالأسفل

"سآتي معك"
"ما من داعٍ" عارض ساسكي ايتاشي لكن الأكبر رافقه دون نقاش
.
.

"ظننت أنني استدعيت أوتشيها ساسكي؟" قال رئيس الحرس بلا مبالاة يأخذ أصفادا معلّقة
"أليس نفس الشيء؟" أجاب ساسكي
"طبعا نفس الشيء، لكن الاستدعاء الرسمي حمل اسم أوتشيها ساسكي فقط" أشار القائد يطلب معصمي ساسكي حتى يقيّدهما

زيارة رسمية؟ في هذا الوقت بالتحديد؟ ارتبطت أعين الأخوين تتحاور تحت أنظار الحارس الذي لم يحاول فهم ما يدور بينهما فهو يعلم أنه لا يستطيع، لذلك صبر على مغادرة ايتاشي ليعلق الأصفاد على معصمي لأصغر ثم يرسله مع حارسين آخرين

ألماسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن