الفصل السادس والعشرون

282 21 115
                                    

كان ساسكي جالسا وأصابعه تصنع لحنا على سطح الطاولة، بينما
أكامي تدخل وتخرج، تحمل تارة جهاز قياس الظّغط وتارة أخرى الدّواء بينما يستلقي أوبيتو على الأريكة مقابله وينظر إليه بفتور
لاحظ ساسكي تحديق أوبيتو به فهزّ رأسه كأنه يستفهم سبب ذلك ليتنحّى الآخر ببصره بعيداً بانزعاج

بخطوات قصيرة المسافة بين الذراعين والرّكبتين تحبو من مدخل الغرفة فتاة صغيرة شعرها بني منفوش بخواتم ملتوية أعلى رأسها، تسلّقت أريكة والدها تنظر فيه ثم في ضوء جهاز الظغط وتكاد تعبث به حتى تبعده أكامي بعيدا وتذهب به لمكان آخر، لاحظت الصغيرة أخيرا الفرد الجديد الذي حدّق بها لفترة فأطلقت ضحكة كبيرة ونزلت فورا تحبو بسرعة إليه وتسلّقت ركبتيه ترقص بسعادة، رغم أن ساسكي لم يحرّك ساكنا ولم يبتسم بعد حتّى تستشيط سعادتها نحوه بذلك الشكل

لكنه لم يمنع شفتيه لترتفع من أجلها ومدّ ذراعيه تتعلق بهما الى حجره وهي سعيدة يبوح حلقها غناء الأطفال الضاحك كأنما ليس هذا لقاءها الأول به
"رين إذا؟" وجه سؤاله لوالدها حيث يعيش حاله بصمت
"رين" أكد على اسم الصغيرة

سمح ساسكي لنفسه بأن يزفر ضاحكا ولاعبها وهي بين ذراعيه، لاحظ أوبيتو ذلك لكنّه تجاهله والتفت الى أكامي تقف عند الباب تنظر لاتجاه ابنتها

"أكامي!" نبّهها حتى تأتيه بما يحسّن حاله وتتوقّف عن القلق دون داعٍ، هذا ما همس بها لها فهو يعرف هذا الشاب، مهما كان ما مرّ به فهو لن يجنّ ليؤذيهم ويُخاف منه على طفلة صغيرة... حتى لو أنه أنار قلب طوكيو بالإنفجارات منذ قليل

بدأت الصّغيرة تذبل داخل حضن ساسكي وتنام متعبة تزامنا من جمع أكامي لفوضى اسعاف زوجها ثمّ توجهت اليه ووقفت عند رأسه
"سآخذها لو سمحت"
"تفضّلي"
حملتها وخرجت الى الغرفة ثم تغطّيها داخل مهدها ثم غادرت تنزل السلالم فوجدت الخادمة تركض هنا وهناك ووقعت عند قدميها حين رأتها
"يا سيّدتي أنا لا أذكر ما حصل، لقد هاجمني أحدهم"
لفّت أكامي عينيها وهدأت من روعها قائلة "إنه قريب أوبيتو فلا تقلقي، مزاحه ثقيل"
"ماذا؟!"
"عودي لغرفتك الآن فالوقت متأخر"
وقفت مندهشة وتنظر حولها ونفّذت ما قالته لها سيّدة المنزل، ذهبت أكامي وجلست بالمطبخ
.
.

استقام أوبيتو من استلقائه وقابل الأوتشيها الأصغر منه، تعلو محياه ابتسامة ساخرة لكنها لا تظهر سوى على عينيه
"مالذي أتى بك إلي؟"
"ستة سنوات، وتستقبلني بعدها بارتفاع الظّغط والعبوس؟"
"هل أنت من أحدث كلّ ذلك؟"
"برأيك؟"

ظغط أوبيتو أصابع يده على جانب جبهته حتى ابيضت أطرافها يبحث عما يستطيع قولة
"أتعي ما فعلته حتّى؟ ألم تكن تلك المنشأة من نتاج تعب والدك! قل ماذا تريد!!!"
"ليس هذا ما جئت للحديث عنه يا أوبيتو، حسنا أنا لا حتى أرغب بالأخذ والعطاء معك فأرجو أن تتفهّم رغبتي" وقف وأزال قبعته لتحجز مكانه بالأريكة والتف حول أوبيتو ليضيف قائلا
"لا يبدو أن الناس تهتم لطريقة موت أوتشيها فوجاكو سوا أنه قد مات، ثمّ أنني أتجول كما أريد في شوارع طوكيو... لماذا لا يلاحقني أحد؟ طبعا لأنك أخفيت أمري أيضا؟"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 02 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ألماسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن