الفصل الرابع عشر: بصيص الأمل

229 29 126
                                    

مع انفجارة أول نسمات النور فجراً، كانت تعتني بالزهور كالعادة... تلك الزهور المحظوظة بها، لولاها ماكانت لتعيش طويلا فهو أكسل من أن يعتني بها بدلا عن والدته
أشرق الضوء سريعا على عش السنونو، حتى أن ميكوتو اختفت من الحديقة و هي تناديه الآن من أجل الفطور
"أحضر والدك معك"

ستستمر بالحديث مجددا دون توقف و لن يكون رده سوا إيماءات وابتسامات كما يفعله والده تماما

يالها من أيام صيف روتينية للغاية مكررة، و هذه الأواني يكاد يبرر كثرتها بأنها تلد، لكنه سينتهي من غسلها سريعا فلديه رحلة توصيل لصانعة الفخار الى معملها ككل يوم
التفت بعد أن مسح يديه المبتلتين الى بقية المساحة الساكنة خلفه، كانت مظلمة موحشة
"أمّي؟... هل نزلت بالفعل!"
"أمّ-" خرج من المطبخ

نفس الكرسي المتحرك وجده قد لاقا حتفه أسفل السلالم مقلوبا تتسابق نديّات الدماء أسفله أي منها تفصح عن لمعانها الى الضوء أوّلا
"س...ساسكي"
تمسّكت بمقبض الخنجر المزخرف بذهبية محمرّة كطوق نجاة لم تدر أتزيله أم تغرسه أكثر تنهي الألم
تراكم صوته عند حلقه راغبا في المناداة أمّاه أمّاه لكن لم تخرج سوى آهات معتصرة
"أمي"

"أمّي!"
فتح جفنيه على مصرعيهما تكشف حدقتين فاحمتي اللون على وجحظت عيناه نحو السقف، كان حلما

أول أسبوع -سجن أوساكا-

مرّت ليالٍ بطولها بين هذه الجدران الرمادية يستلقي بها بالمنفرد، يشرق ضوء النهار عبر النافذة و يغرب وعيناه لم تبرحاها أبدا حين يكون مستيقظا، على هذه الحال منذ وطأت أقدامه تلك الأرضية الباردة
يملك حق التجول كالبقية من أجل العشاء أو الحمام انما هو لم يفعل ذلك فجاء حارس يلقي بقارورة ماء ويغلق البوابة كل مرة بعد أن فتحها له ليخرج لكنه لا يفعل... كان الماء هو الشيئ الوحيد الذي يعبر الى معدته

"أوتشيها ساسكي، لديك زيارة"
رفع عينيه الى الحارس الذي فتح الباب بالفعل وتقدم اليه ليكبّل معصميه ينفضه باستفزاز لأنه لم يقاوم، لماذا سيقاومه؟

تلك الفترة من النهار كانت الظّهيرة حيث الزنازن شاغرة في فترة الغداء تنشر الصمت الذي يزعجه وقع خطواتهما
أقدامه والأرضية المتحركة هي كل ما قابلته عيناه الى أن فتح الحارس باب آخر ليرفع رأسه
كاكاشي جالس في قاعة الزيارة بمفرده لأنه لم يكن وقت الزيارة العمومي، أول زيارة لساسكي بالسجن

شاهده أشيب الشعر يجلس بالمقابل غير راغب بالحديث أو الاستماع على حد السّواء وقد لاحظ أنه فاقد للوزن واللون و الحياة
"مرحبا" قال كاكاشي، لكن ساسكي لم يعط أي اشارة و بقي جامدا
"هل أكلت أي شيئ حتى؟ أنظر-"
"لماذا أتيت؟" قطعه باستياء يحاول رفع تلك الغيوم الغاضبة التي حملت عينيه تعبا
"من أجل الحديث معك"
" ليس لدي شيئ لأبادلك الحديث عنه"
"عليك اخباري بما حصل في ذلك اليوم من أجل-" كان ليكمل حديثه لولا أن ساسكي يتوقف عن مقاطعته ولكن...
"أنا من فعلها!"

ألماسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن