الفصل الأوّل : ما زلت ضعيفاً

1K 48 192
                                    


الوحدة
النعيم الصامت
ابقاء ثغرة بينك و بين العالم و الرؤية من بعيد دون تشويه نفسك بالاقتراب
فقط انفاسك تحنو على مسامعك في حيز الفراغ ، تلحن نغمات ذاتك و ترسم طريقاً نحو القادم
ماذا عن وجهها الآخر ، محاط بأشخاص لا يمانعون مشاركة كل شيئ يدور حولكم ، الضحك و الاستمتاع و عيش ما يقدمه لك القدر
لكنك لا تشعر بذلك داخلك ، أنت تراه فقط ، ترا الدموع و الابتسامة دون الشعور بحقيقتها الملموسة
وحيد تدور في حلقة الاحتياج
لأحد ما
الأمان اللذي يمنحك اياه يجعل روحك تنتعش و تزهر
تتذوق طعم الحياة اللتي اعتدت عيشها معه ، معه من علّمك معناها و كيفية عيشها
لكنه غادر تاركا ذكراه المعلقة
فقدت روحي معك ، و ضللت جثة هامدة تنتظر عودة ماضيها ليعيش حاضرها
في وحدتي
...
☁︎☁︎☁︎☁︎☁︎
...

كإعلان ولوج صباح جديد ، بزغ فجر أوت بسماء أرجوانية مختلطة بتدرجات اللون الأحمر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.
.
.
كإعلان ولوج صباح جديد ، بزغ فجر أوت بسماء أرجوانية مختلطة بتدرجات اللون الأحمر .
كان تعبير السماء الخجول قبل ظهور الشمس أجمل في إنعكاسه على مرآة البؤبؤ الأسود اللذي تمعن بها
خرج أفراد عائلة السنونو من عشهم المبني في زاوية سقف النافذة الخارجي و مزجت الرياح الحانها مع موسيقى حفيف الأشجار
تفاصيل الفجر فاتنة حقاً.
" الا تنام ؟ استيقاظك دائما قبل هذا الوقت يقلقني !"
قالت بنبرة قلقة و هي تستند على باب الغرفة الخشبي
" استيقظت قبل قليل للقيام ببعض الأمور فقط ، سأعود للنوم " أغلق دفتره ووضعه بجانب البقية ثم دفع بالكرسي الى الخلف ليقف ، حلت الظلمة على الغرفة بسبب اسدال الستائر و رمى بنفسه على الفراش
" حسنا ، لا تتأخر على الفطور ، أحتاجك لحمل بعض الأشياء الى معملي"
"حاضر" غمغم بين الوسادات و ذهبت ميكوتو تروي عطش الأزهار في الحديقة ثم انتقلت للمطبخ لتحضير فطور الصباح و تجهيز الغداء لأنها لن تتفرغ لتحضيره في ميعاده
بعد مرور بعض الوقت ندهت على ساسكي
" أحضر والدك معك"

تناولوا فطورهم في هدوء و بدأت الأم تجمع الطاولة " الاكياس في الطابق السفلي ، عامل التوصيل تركها هناك"
" حسنا أنا ذاهب ، سأ سبقك الى السيارة "
" اغسل الأواني على الأقل " تذمرت و لم يكن هناك خيار
دحرجت ميكوتو عجلات الكرسي المتحرك الذي حمل زوجها نحو المكتب و جعلت وضعية الكرسي مناسبة لطاولة العمل الخاصة به ثم أخرجت بعض الأدوات من الدرج و صندوق متوسط الحجم ، فتحته و مررت أناملها على الأحجار الكريمة الزمردية التي بداخلها
" هل ستعمل على هذه اليوم عزيزي؟"
أومأ بالإيجاب ، حملت أحد تلك الجويهرات التي اختلفت عن البقية و نظرت اليها بكثافة
" لا شك أنها ستكون رائعة_ تنهدت _أنا سأغادر الآن ، أعدك انّي لن أتأخر في العودة "
مسحت على كتفيه و قامت بصد عجلات الكرسي حتى يثبت مكانه ثم خرجت لترى أن الغسيل تم بالفعل و المطبخ مرتب
'سريع جداً'
أثناء مغادرتها المنزل اخترقت رئتيها رائحة التراب اللذي بللته هاذا الصباح و لفت انتباهها ضجة غير مألوفة ، كانت شاحنة كبيرة بجانب أحد المنازل المجاورة و بعض العمّال يقومون بنقل أثاث منزلي
" أظن أنهم قرروا الإستقرار هنا أخيراً " قالت أثناء ركوبها السيارة
" غريب " قال ساسكي مشيرا برأسه لمكان الضجة ، الرجل اللذي يوجه العمال ذو شعر أحمر مائل للأرجواني و تحوم حوله فتاة متوسطة الطول تحاول المساعدة و كانت بشعر وردي أيضاً
" لقد كنت صغيراً لذلك لا تتذكره ، حتى والدته ضلّ شعرها بنفس اللون و لم يمسسه البياض "
" أي انه طبيعي !"
" نعم !"

ألماسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن