#الفصل_الثلاثين

24 2 0
                                    

الملاذ الثلاثون

***

يعتقدون أننا ننسى بمرور الوقت، نتجاوز اللحظات، نتجاوز المواقف، تنسينا الأيام

لكن من يضعف من يرتبك ويتوارى خلف الوجع طيلة سنوات

نتعايش مع الألم وجرح القلب

وهزيمة الروح

يقف بانهزام على رقعة الوجع وكسر تراب القلب جف من القسوة والأيام

جف حتى تشقق من ذرة تراب الغدر

ها قد مرت سنين عل فراقك

مرت ست سنوات على فراقك

الكل يظن أني تجاوزت ذلك اليوم، ولكن الكل لا يعرف أني عالق في ذلك اليوم

يوم خسارتي يوم انهزامي يوم موتي معك

يوم قتلي لك.

إني عالق بين قبر الحياة.

بين حضن تراب النفس

النفس يختنق.

النفس يغادر ينتظر أن يلفظ آخره

ينتظر

إني عالق في تلك اللحظات الفاجعة
لما الألم لم يخف بعد؟

لما ما زال شعوري كأول لحظة طعن الجسد بغدر الحياة

رباه أفني هذا الجسد العليل.

هي دموع الحسرة تكبر معنا وبداخلنا.

انحنى على عاقبيه يتلمس التراب بعد كل ذكرى من موتها يشعر أنها أول جرح

أول فراق علّم على قلبه وبيده

رغم أنه عاد إلى حياته يبنيها من جديد وحين يصل الوجع للقلب بعد ذكراها يأتي للمقبرة يبكي دموع قلبه وقلبها

لم يشعر بمن حوله، لم يشعر بمن يستمع لنواح قلبه الموجوع

تركت تلك المساحة من الانفراد بالذات لينعي روح قلبه

من البداية تعلم كم كان يعشق صديقتها حتى أصبح ذاك العشق سام ووُلد ليموت في مهده وبين أحضان الهجر

تراه منحني جاثي بالوجع كوجعها على صديقتها يقبض على حفنة تراب تتسرب بين أصابعه كما تسربت صديقتها من الحياة

كما تسرب الإيمان من القلب وترك أثره ونفحة من الحياة

لم تشأ الاقتراب تركته ليأسه لوجعه

صديقتها التي قررت زيارتها بمرور ست سنوات من مغادرتها الدنيا

تراه يقف يحمل بيده قارورة ماء يسقي جفاف روحه ويبعثر وجعه

لحظات فقد التواصل مع محيطه

مع من حوله

فقط روحه غادرت وشردت مع ماضي لم ينس ولم يترك سوى الحطام

قلوب فقدت ملاذهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن