الملاذ السابع عشر
***
حاليا أوت 2020
احتدمت أفكاره وغرق في الأسى ينعي نفسه وكلما ظن أنه نجى من العتمة طالته الخسائر .
خسائر مدمرة ومتعبة، كلما حاول مسك عصاها الملتوية من الوسط انكسرت عليه، وتغلبت على قوته، فتهديه انكسار آخر لا يقوى على مجابهته.
هل خلق ليقف في وجه الريح أم يركع كورقة في مهبه، استنزفت مشاعره، وأهلكت روحه.
يتمنى لو بإمكانه المغادرة والهروب وترك العالم خلفه يتداعى، لكن العلة به هو !
هو الحطام هو المنكسر على حافة الهاوية
لابد له من الاستسلام أحيانا، لابد وأن يأخذ راحة مع النفس، يأخذ وقتا يرتب أفكاره القاسية والمجحفة ومتاهة الحياة التي يحي بداخلها.
***
حدقت بعيناه ترى انهزام وانكسار، ما الذي يجري معه، ما بها عائلتها الكل شارد وشريد، والداها إلياس وأكسل كذلك !
حائرة، عادت لتجد الكل متغير والألم مستوطنهم، لتدرك أنها ورغم غربتها لن تهرب من قسوة الحياة وكم هي مجحفة بحق البعض.
اقتربت حنان من إلياس باهتمام تخصه، تلمح ملامحه المتعبة، وهي تسأل.
-" من هي تلك الطبيبة؟ "
أغمض عيناه من أفكار كارثية تعبث بداخله لم يتحملها أو تكون عونا له، وهو يرد عليها في انكسار:
-"آنيا قائد"
فغرت حنان فاهها صدمة، تتأمل ملامح إلياس، ببطء تدير أنظارها لأكسل المتأسف، ثم تعود بأنظارها إليه
-"قلت من؟"
-"اسمها آنيا القائد"
وقبل أن تتكلم جاء سؤال أكسل المتشكك ويتمنى ألا يكون صحيح
-"آنيا تلك التي أنقذنها من خطيبها الذي حاول الاعتداء عليها؟ هي؟"
أومأ إلياس في خزي برأسه على أنها هي وهو يحدق في ملامح أكسل كيف تغيرت من الأسف إلى الاستنكار، يقسم أنه سينهض إليه وسيلكمه بكل طاقته.
-"آه يا إلياس لم فعلت ذلك؟"
سكنت حنان تحدق في ملامح ابني عمها في صدمة، صديقتها آنيا صفعها إلياس، وخطيبها حاول الاعتداء عليها وأنقذوها منه أيضا
تحفزت حنان تواجه الاثنان كوالد يستجوب ابنه تأخر عن العودة، وهي تردف وكلها تصميم
-"حالا أخبراني كل شيء، لن أبرح مكاني حتى تخبراني"
زفر إلياس وهو حانق، متعب ليست له طاقة يحكي عن الحادث أبدا ولا له رغبة لكل شيء يكفي حديثه النفسي وضميره وهو يعذبه من حين التقاها في عيادتها، بل أبعد من ذلك، يتعذب من حين رآها أول مرة، وخطفت أنظاره إليها وتخص باهتمامها خطيبها الحقير، يتعذب أنه تمادى على أذيتها وأوجعها وهو يقتحم حياتها.
أنت تقرأ
قلوب فقدت ملاذها
Romanceأربع صديقات خطفتهن الدنيا خطفا فرسمت مسارهن معبد بالألم وتقرّح الجراح، كل واحدة من هن تناجي حلمها، هل يتحقق؟ هل تصل له، أم يتغير ذلك الحلم حين يصطدم بالواقع الذي يفرض نفسه عليهن.