#الفصل_الواحد_والأربعين

13 0 0
                                    


الملاذ الواحد والأربعين

**

لم تكن تتخيل قبل عام من الآن عندما فسخت خطبتها بذاك الوغد أنها ستعيش حياة مختلفة مثل تلك التي تعيش الآن

عام مر عليها وكأنها دهرا من الزمن وكل الأحداث شاءت

أن تأتي على نفس الوتيرة وتختلف في شدتها

عام أظهر لها خفايا الناس من مواقف لم تدفع نحوها لو لا هي من ساقت بنفسها لتعيشها لتجد نفسها في زاوية محصورة لتدرك أن نوايا البشر تختلف عن نواياها هي

ليس ما يظهر عليهم

هو الحقيقة

عام اختلفت دقات قلبها بجنون أما تشعر به الآن هو الحب

هو الحياة

عام كانت فيه أنثى بكل غنجها ودلالها تريد وتطمح وتهوى من رجل ظنته هو الحلم لتستيقظ على واقع مجرد كابوس امتص روحها

وأنهكها

غير كليا تفكيرها

وفي نفس العام رجلا قلب حياتها وأعاد تشكيله لها بطريقة سوية باستخدام عقلها وليس قلبها فقط

كانت متيقنة من عالم الرجال لكنها بنتيجة خائبة طلعت بها

حين أهدت قلبها وتعذر عليه أن يحافظ عليه

لكن الآخر لم تهد له قلبها وأهداها حماية وحبا وعشقا صدمت حين اعترف

أهداها أملا ومسح عن قلبها ألما

وأحيا أنوثتها

كانت كمدينة خراب لا فيها حياة خالية على عروشها، أقسمت بعدم الإعمار لتصبح مدينة تعج من حولها بالضوضاء وفوضى عارمة لم تجد لها سبيل

***

-"الآن سأراك، أنا قادم إليك لا تغادر المطعم"

رفعت آنيا عيناها في حرج لتجد حنان تحدق بها ترفع حاجبيها في شقاوة وتنهيها بغمزة

لتتغير ملامحها من الحرج للحنق وهي تشير بأصبعها على حنان

-"هاتفك رن ثم هاتفي، أليست صدفة"

ضحكت حنان بصوت عال والتفت إلى ديهيا مبتسمة ثم تعيد نظراتها إلى آنيا الحانقة

ترد بغموض

-"إنها مؤامرة، مؤامرة كبيرة"

حنقت أكثر لردها وديهيا تبتسم، يدركان أن حنان ما يأتي من وراءها إلا خيرا

لتشير برأسها تستفهم دون أن تراها آنيا لتحاول حنان التعتيم والتكتم عن الأمر وعيناها تشع حماسا لما هو قادم

-"سنغادر"

قالتها آنيا في حنق، لترد كل من حنان ثم ديهيا مستاءين من تهربها

قلوب فقدت ملاذهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن