#الفصل_الرابع

40 2 0
                                    

الملاذ الرابع

أحيانا نحتاج إلى الخيال لنتقبل الواقع

-غنية بلقاسمي-

وأحيانا نصنع خيال يتماشى مع أهوائنا عكس الواقع، نحتاج من دور الخيال يعتنق دور الواقع.

أوت 2020

قبل أسبوع

قررت السفر دون أن تخبر أحدا ستفاجئهم بعودتها وهكذا كانت تعتقد أن لا أحد يعرف ووالدها يعلم بكل حركة وسكنة منها دون علمها فقلبه سينفجر تضخما من اشتياقه لها وعودته إلى أحضانه سالمة دون أذى بعد غياب طالت جراحه من الاشتياق والخوف عليها.

نعم قررت السفر لكن لم تستطع من حماسها اخفاء الأمر أكثر فاتصلت بأكسل الذي هو الآخر يعلم وينتظر عودتها فقط اتصالها أتعلمه أما لا. جالس مع أمير يتحدثان في مكانهما المعتاد ليلا في سكون وهدوء، وإذ بهاتفه يرن، أخرجه ليجد اسم نون فيبتسم ويقرر فتح الخط ليسمعها تصرخ سعيدة:

"-أكسل، كيف حالك"

تجمد أمير مكانه بسماع صوت حنان من هاتف أكسل تلك الشقية التي جعلت أيامه جحيم، ليغرق في ذكرياته في الأمس البعيد، ليتذكر وأنه مدين لها باعتذار بعد سنين من آخر لقاء معها حين حطم قلبها وجرحها.

أوقف عجلة ذكرياته تلك أكسل حين رد على حنان باشتياق لها:

"-بألف خير حين سمعت صوتك نون"

"-نون! مدة طويلة لم أسمعها منك"

ثم أردفت بسعادة

-"استعد لاستقبالي وستسمع صوتي وترى صورت، صوت وصورة أتسمعني"

ابتسمت بحنين وشجن، والجالس بجانب أكسل ينصت باهتمام لصوتها ويبتسم لتذكره ملابسها الذكورية التي كان يعدها أحد الشبان التي تتقاتل في الشارع.

"-حقا متى ستأتي؟"

وكأنه لا يعلم متفاجئ من الخبر.

"-الأسبوع القادم إن شاء الله يوم الخميس مساءً، تعال أنت وأخبر إلياس اشتقت له ذلك المختفي والمتخفي، أحاول الاتصال به لا يرد وكأنه في سجن غوانتنامو"

ليضحكا من قولها أمير وأكسل فيردف الأخير بوعده لها:

"-حسنا يا نون سأخبره"

ثم أردفت بصوت شبه مهزوز، يتوقع ما ستقوله

-" لا تخبر أبي"

-"لا لن أخبره حتى يراك أمامه"

-"شكرا أكسل مع السلامة"

-"إلى اللقاء حنان"

أغلقت الخط، فعم الصمت أكسل من جهة وأمير الذي يحاول أن يفهم لما لا تريد اخبار والدها عن السفر من جهة أخرى، ولا يريد أن يسأل الآخر فيم لا يعنيه، تنهد أكسل ثم أردف بشوق

قلوب فقدت ملاذهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن