الفصل العشرون

23 2 2
                                    

الملاذ العشرون

***

كلام كثير وأحلام كبيرة قدر لها ألا تغادر قوقعة الحلم، تخفق النبض، تسارع الهوى، أحلام وإن كتب لها التلاشي في الأعماق ستكون هدف وإن أصبحت هاجز

أحلام سيطلعها للواقع ويعيش بها

ولو آخر ما يربطه بالحياة سيحققها.

***

دخل إلى شقته بتعب نزع عنه سترته بحنق فرماها على أحد الكراسي القريبة منه، لتقترب وتتكور عليها قطته التي تؤنس وحدته في معزله، ليجلس على الأريكة جانبها متراخي الجسد بوده توقيف العالم من حوله فقط هو من يسير أو يعاندهم ويتوقف وينتهي.

دخل أكسل وحنان من ورائه، فتنبهر حنان وهي تتأمل شقته في انبهار وجمال

-"واو شقتك جميلة إلياس"

-"جميلة نعم"

-"لكنها باردة"

ألقى أكسل كلمته لتوافقه بعد لحظات حنان الرأي وهي تتجه لتفتح النافذة المقابلة لها المطلة على الشارع، فالتفت إلى إلياس وهي تطالعه

-"كيف لا تشعر بالوحدة هنا إلياس"

طالعها بصمت فلم يلبث وتحدث في انزعاج

-"اعتدت حنان، اعتدت على الوحدة والاغتراب"

محق فقد عاش حياته مغترب الروح قبل الجسد، اتجه أكسل إلى المطبخ ليعد قهوته كالعادة حين يأتي إلى شقة إلياس، وترك حنان معه يدرك أنها قد صبرت كثيرا وهي تحترق لتعرف ما بهما كأم تربت على أبنائها حين يصابون بالأذى.

اقتربت حنان من إلياس تجلس بجانبه، وهي تشير بيدها عليه ليتكلم وتشير على نفسها بمعنى أسمعك

-"أصبت بالخرس حنان؟"

زمجرت بحنق من استفزاز إلياس لتصرخ في وجهه

-"إني أحترق لأعرف كيف أنقذت آنيا وديهيا كيف تعرفت عليها أكسل"

طالعها إلياس يتأملها في صمت وكأنه يحاول الولوج لداخل عقلها وتفكيرها وهي تنتظره أن يتكلم، ولم يخيب أملها وهي تراه كيف عدل جلسته

-"أتعلمين"

ثم صمت للحظات، فتحفزت باستغراب تنتظره أن يكمل

-"حنان ما سأقوله سيكون صادما"

شعرت بالخوف وهي تطالع ما حولها وكأن هنا وحش سيتربص بها

لتلمح عودة أكسل وكأنها هو من كانت تنتظره لتشعر بالاطمئنان وتتسرب بعض الراحة لأعماقها

ترك سنية صغيرة بها قهوة وعصير لكليهما وجلس يقابل إلياس

وهو يتأمل ملامح حنان لتردف وهي تتناوب بنظراتها عليهما

قلوب فقدت ملاذهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن