#الفصل_الثاني_عشر

26 3 0
                                    

الملاذ الثاني عشر

***

للقلب آداب !

أولها الاقتراب.

والشعور بالحب.

وهي !.

قلبها هي !

وهي كتلة من المشاعر والحب وهو !

وهو يريد الكل !

حاليا بمنزل الحنين

استيقظت متأخرة تتمطى على فراشها بكسل لا تريد المغادرة منه تحاول النهوض وكأن النوم يسحبها سحبا إلى الفراش ثم ترمي بنفسها تحت الإزار الخفيف تتثاءب ناعسة تفكر في النهوض أو تعود للنوم مرة أخرى، خاصة وقدت أحست بتغير طفيف بين الأزمنة، لم تعتاد على التوقيت في الجزائر عندما كانت في فرنسا.

رغم فرق التوقيت الصيفي ساعة فقط لا يؤثر إلا وأنها تشعر وكأنها مازالت في يوم أمس متأخرة ليوم لتبتسم من تفكيرها ثم تقرر بكل شجاعة جبارة تهزم الكسل وتغادر مكانها.

توجهت تغتسل لتستفيق وتعيد بعض من نشاطها ثم تفرش أسنانها لتلمع بيضاء وكأنها حبات لؤلؤ، لتستحسن النتيجة للتوجه خارج الحمام.

ثم من غرفتها نهائيا إلى المطبخ، أين والدتها وهي تغسل الأواني وترصها في مكانها بطريقة منظمة فهي مهوسة بالترتيب النظافة.

اقتربت حنان في خفة بلا همس وهي تطوق خصر والدتها التي أجفلتها كادت توقع الكأس من يدها، لترمي حنان بيدها تلتقفه من يدها وتضعه داخل حوض المطبخ. مقتربةً من خد والدتها تقبلها بحب وحنان حرمت منها طيلة سنوات، وهي تقول:

-"صباح الخير سيدة آسيا الحنين، أرى أنك نشطة اليوم"

-"صباح الخير حبيبة قلبي، عكسك أنت يا كسولة"

ابتسمت بعيون ضاحكة وهي تقترب من والدتها تقبلها من خدها الآخر، وهي تضيف:

-"قريبا جدا سأسابق في الاستيقاظ ونرى من هي الكسولة؟".

ابتسمت الأم بحب، وهي تردف:

-"إن شاء الله يا حبيبة قلبي"

أدارت حنان عيناها وهي تتساءل:

-"أين والدي، هل غادر إلى عمله"

-"نعم غادر"

مسحت الأم يدها بمنشفة، وبحيرة وخوف، أردفت:

-"مؤخرا أراه مشغول البال ولا ينام كثيرا إلا ساعات ثلاث أو أربع ويستيقظ فزعا من نومه، سألت ما الذي يقض مضجعه وشارد معظم الوقت، يخبرني أن كل شيء جيدا ولا أدري لما قلبي غير مطمئن"

-"لهذا أراك تغسلين الأواني الآن"

تسرب الخوف إلى قلب حنان كوحش ينهش جوفها على والدها.

والدها الذي لا يحكي كثرا حول المشاكل التي تعيقه في عمله، يتركها هناك ولا يحضرها إلى البيت إلا لماما حين يراجع أعماله.

قلوب فقدت ملاذهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن