-٢-

325 22 83
                                    

عزيزي ريموس..اعلم انك تتسائل من هذا الطفل ، ومن اين اتى ، ولماذا يشبهك ، سأجيب عن اسألتك كلها..لذا لا تقلق..اولا..هذا هو اخوك..يدعى روبيرت ، اعتني به..لا اظن انك تريده ان يعيش مثل حياتك..اليس كذلك ؟ كما تعلم ، لا استطيع ان ارسل لك مصاريف للطفل

-والدك ، جون لوبين

صعق ريموس بهذه الأخبار..و مزق الرسالة بغضب..ونظر إلى الطفل..كيف بحق الجحيم دخل إلى هنا ؟! بالطبع..سيريوس يفتح باب البيت لأي احد اوقات الحفلات....حاول تهدئة نفسه للحظة..وبعدها نظر للطفل النائم بسلام..نظر اليه وابتسم.."ملاك صغير..." فكر..لقد كان صغيرا جدا ، بتلك الملابس البيضاء..الصغيرة..وأنفه الصغير..كان يبدوا كعصفور صغير حديث الولادة..حمله ريموس بين ذراعيه وابتسم..كيف له ان يظل غاضبا مع وجود ملاك كهذا معه ؟

لكنه تذكر بعدها...كيف سيتعامل سيريوس وسيفيريوس مع هذه الأخبار ؟ كان سيريوس من الاشخاص الذين يحبون السهر طوال الليل ، غالبا لمشاهدة الافلام او اللعب مع اصدقائه ، وإقامة الحفلات طوال الوقت وبدون سبب ، بينما كان سيفيريوس يعمل طوال الليل ، كيف سيتعامل الاثنان مع وجود طفل في البيت ؟
سيكون على سيريوس ان يتوقف عن السهر..وإقامة الحفلات في اي وقت...بينما سيتعين على سيفريوس ان يتعامل مع أصوات البكاء في منتصف الليل.

تنهد ريموس وهو يفكر في كل هذا..اعتراه الإحباط وهو ينظر للملاك الصغير بين ذراعيه..هل يرسله لدار الأيتام ؟ ليس كما لو انه يقدر...طفل بهذا الصغر..دمعت عينيه وهو يفكر كيف سيعيش هذا الطفل بدون والدين ؟ لذا قرر الاعتناء به..قرر انه سيكون شخصا جديرا بهذه الثقة..قرر انه سيتحمل الطفل وبكائه طوال الليل...

بعد فترة من الزمن..وهو يحمل الطفل بين يديه ، بدأ الطفل يبكي بصوت عالي ،، كان بكائه مؤلما للقلب ، لم يعرف ريموس بما يسكت الطفل..لم يجد لهاية في اي مكان ..لذا اكتفى بهز الطفل بين يديه...والتنهد بين حين وآخر..بعد نصف ساعة تقريبا هدأ الطفل..وبدأ ينظر إلى ريموس بعيونه الواسعة البريئة ، كما لو انه يستكشف شيئا جديدا ، ابتسم ريموس له وداعب خده بلطف..اصدر روبيرت بعض الأصوات الصغيرة اللطيفة ، ضحك ريموس لهذه الأصوات ، امسك روبيرت بأصبع ريموس ، ابتسم ريموس..لو سأله احدهم عن هذه اللحظات في المستقبل ، فسينكر ان عينيه دمعتا .

بعد مدة من الجلوس على السرير وروبيرت الصغير بين يديه وهو يتأمل الطفل الصغير ويمسح لعابه ، سمع سيريوس يودع ضيوفه ، لذا قرر الخروج واخباره بالأخبار الجديدة .

خرج ليجد سيريوس مستلقي وواضع رأسه في حجر ديانا التي كانت تقرأ كتابا بينما يسخر سيريوس منها ، لكن ما ان نظر لريموس والطفل بين يديه ، جحظت عيناه من الصدمة وصرخ بصوت مصدوم :" اهذا ابنك يا ريموس ؟! "

نظرت ديانا اليه لثواني قبل ان تدرك الأمر :" ايها الحقير !! كيف تنجب طفلا بدون اخبارنا ؟!"

كوب من القهوة / A cup of coffee حيث تعيش القصص. اكتشف الآن