-٣-

290 19 71
                                    

فتح ريجولاس عينيه..نظر إلى الساعة ليجد انها الثامنة صباحا ، لم يدرك انه كان متأخرا بالفعل إلا بعد عدة لحظات..تآوه بيأس ونهض من السرير ، كان يشعر بالصداع...اثار الثمالة..ربما..، توجه نحو المرحاض وغسل وجهه ، وأخذ عدة لحظات ينظر إلى وجهه الشاحب في المرآة...وتلك الهالات السوداء تحت عينيه..تنهد مرة اخرى..كيف يمكن ان تقع فتاة بحبه مع هذا المظهر..؟
بعد ان فرش اسنانه خرج من المرحاض وتوجه لغرفة ملابسه..نظر حوله في البحث عن اللبس المناسب..لينتهي به الأمر باختيار نفس اللبس الذي ارتداه الأسبوع الفائت..سترة صوفية سوداء..مع قميص ابيض تحتها ، وبنطال جينز عادي ، نظر إلى نفسه في المرآة لعدة ثواني...حتى سمع هاتفه يدق..كان إيفان ، صديقه المقرب ، نظر إلى الهاتف لثواني وأخذ حقيبته وحمل الهاتف وخرج من الغرفة ، وقد قرر تجاهل مكالمة إيفان..وضع يديه في جيب البنطال..ونظر حوله محاولا تجنب والديه قدر الامكان...وحقا ، استطاع الخروج من دون ان يلاحظه احد والديه ، وكان هذا من حسن حظه .

قرر المشي نحو جامعته ، على غير العادة ، حيث اعتاد على ان يتصل على السائق الخاص به حتى يقله ، لكنه قرر المشي هذه المرة ، وبينما هو يمشي ، كان ينظر إلى المكان حوله...حيث كان هناك الكثير من الاشجار التي تتمايل بفعل الهواء ، شعر بالسعادة تتسلل إلى صدره ، كان شعورا مريحا ، تنفس بعمق وابتسم .

وصل إلى الجامعة ونظر إلى الأشخاص حوله...كلهم أشخاص مملون...يضحكون على اتفه الاسباب..ويحاولون الالتهاء عن دراستهم بأي طريقة " ولم يقطع حبل أفكاره شيئا سوى ذلك الاتصال..اخرج هاتفه ليرى انه إيفان مرة اخرى

اخذ الهاتف ورد على المكالمة

-ماذا تريد ، إيفان ؟!" صوت منزعج

- اردت الاطمئنان عليك..سمعت انك ثملت بالأمس ، بارتي قلق ، انت لا تثمل عادة " كان صوت إيفان قلقا ، بشكل غريب

-انت تعرف..ظروف..على كلٍ ، أنا بخير لا تقلق وطمئن بارتي ، لدي محاضرة الان ، إلى اللقاء !" قال واطفئ الخط حتى قبل ان ينتظر رد إيفان

اكمل مشيه داخل الجامعة..في حين تمنى ان يكون مع ايفان وبارتي في محاولة فاشلة لإنشاء فرقة موسيقية...لكن يجب عليه ان يكون هنا ليدرس الطب..ليصبح طبيبا ليسعد عائلته....تمنى ان يكون مثل سيريوس..تمنى ان يملك نفس جرأة سيريوس..لكنه لا يملكها...للأسف...تنهد بيأس ومشى .

وبينما يمشي متجها نحو صفه..على وجهه تعبير كئيب بينما يسمع احد اغاني فرقته المفضلة رأى منظرا جعل عينيه تلمعان بسعادة...وجعل الابتسامة تشق وجهه نصفين..بدت كقمر مشع في الظلام ، شعرها الطويل الأسود الناعم..الذي كان يلمع بفعل الشمس..وضحكاتها التي أسرت قلبه...توقف في مكانه سعيدا بالمشهد..لم يجرؤ على الالتفات او النظر لشيء آخر..او حتى الرمش ، خوفا من ان يضيع لحظة بعدم النظر اليها..استطاع استدراك نفسه وأبعد نظره عنها وجهه محمر بالكامل..

كوب من القهوة / A cup of coffee حيث تعيش القصص. اكتشف الآن