الفَصل الأول : ليلَة الميلَاد.

618 30 120
                                    

- قرابَة منتصَف لَيل التاسِع مِن ديسَمبر -

"يومَ ميلادٍ سعِيد لكلَينا!"
ناولتُه صندُوقَ الهدِية في وسطَ أجوَاء الميلَاد داخلَ المنزِل، ثم أخذهَا مِني و ناولنِي خاصتِي.

"يومَ ميلادٍ سعِيد!"
أخذتُ الهدِية منه و جلستُ علَى الطاولَة جانبَ أختِي الصغرَى إينُو.

نظرَت هيَ إلى الهدِية بحمَاس وهيَ تضَع يدَيها علَى الطاولَة، كمَا وأنه كانَ ميلادهَا هيَ وليسَ أنا، ثم جلسَ الجمِيع علَى الطاولَة و من بينهِم ريكِي أمامِي.

"أتمَنى ألا يكونَ هنَاك ضفدَع في الداخِل مثلَ يوم ميلادنَا العاشِر..."

قالَ ريكِي كاتمًا ضحكتَه وهوَ يحَدق بالصندُوق قبلَ فتحِه، و أنا نظرتُ إليه بإبتسَامة غبِية فحَسب.

"لا بجِدية، ليسَت هذِه المَرة، كارَا جلبَت لكَ شيئًا أنتَ علَى وشكِ البكَاء من أجلِه"

تحَدثت أختُه الصغرَى سولَا واضعةً يدهَا علَى كتفِه لتطمئِنه، لذَا تنَهد برَاحة عندَ تصدِيقه للأمر سرِيعًا.

فتحَ كلانَا الهدايَا في نفسِ الوَقت، و تعالَت الهتافَات من عائلتَينا أكثَر فأكثَر، بينمَا كلانَا متصنمَين بأعيُن واسِعة.

"حقيبَة أحلامِي!!"
رفعتُ الحقيبَة عاليًا بينمَا أدور حولَ نفسِي، و الآخر لازالَ متصَنمًا مكانَه ينظُر داخلَ الصندُوق.

"يا رفِيقي لا تربكنِي، إنها فقَط-"

"كارَا! إنها الأحذِية التِي تمَنيتها منذُ بدايَة حياتِي!"
قاطعنِي بصيَاحه الدرامِي و عانقنِي علَى الفَور، حدَ أن شعَرت أنني سأختنِق.

بادلتُه العنَاق ماسحةً علَى ظهرِه، و حسنًا لأعترِف... أنا أيضًا أوشَكت علَى البكَاء عندَ رؤيتِي للحقيبَة التِي رغِبت بهَا لمُدة طويلَة.

"سعرُ تلكَ الحقيبَة يساوِي حياتِي بأكملهَا، لمَ إشتريتهَا؟"

"و سعرُ تلكَ الأحذِية يساوِي حياتَينا كلَينا، لمَ إشتريتِها؟"

رَده جعلنِي أصمُت لمُدة و أفَكر، ثم بدأ كلانَا بالضحِك فحَسب.

إتجَهت للجلِوس أتأمل الحقِيبة للمَرة الثانِية، و والدَة ريكِي بقيَت تضحَك علَى أشكالِنا المهوُوسة تلك.

فبحقكُم، مَن الذِي لَا يصبِح سعيدًا بعدَ تلَقيه هدِية أحلامِه؟.

و في تلكَ اللحظَة، خرجَت عائلتَينا مِن الغرفَة لجعلنَا نكمِل "طقُوس" تأمل الهدايَا كما يقولُون كُل سَنة

- Three To Four ¦¦ ثلاثَة إلَى أربعَة -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن