الفَصل الثامِن : كابُوس.

120 19 38
                                    

- فَجر السابِع و العشرُون مِن ديسَمبر ¦ No Pov -

سقَط بجسدِه وسطَ الممَر بتعَب لا يوصَف، لأن ساقَيه لَم تستطِع تحَمل التعَب أكثَر مِن ذلِك.

لقَد تعِب و بحَق، لقَد مَر وقتٌ طوِيل جِدًا و هوَ هنَاكَ كَ الأحمَق يحاوِل الخرُوج، لكِنه لَم يستطِع

هوَ فقَط يجِد نفسَه يعُود لنَفس النقطَة في كُل مَرة، لَم ينزِل حَتى مِن هذَا الطابِق، و هوَ حقًا.... بدأ يفقِد الأمَل...

عادَ لتلكَ الشِقة و ركلَ أول طاولَة رآهَا أمامَه، و لَم يشعُر بنفسِه إلا عندمَا بدأ يشعُر بإرهَاق شدِيد كادَ يفقِده الوعِي.

ثُم بطرِيقةٍ مَا دفعَ الأريكَة بركلَة أخرَى مفاجئَة، لكِن عادَ التعَب القاتِل ليسرِي في جسدِه جاعِلًا مِنه يسقُط علَى الأرض مكملًا إلقَاء جمِيع الشتائِم.

"لمَ لَم يأتِ أحَد للبَحث عَني حَتى؟، لمَ أنا وحدِي هنَا؟"

تحَدث بنبرتِه الراجِفة، يمَرر أصابعَه داخلَ شعرِه و يرِيح رأسَه علَى الجدَار، ثُم وضعَ يدَه علَى الأرض جانبِه ليتفاجَئ بإحسَاسه بشَيء أملَس.

نظرَ جانبَه و وجدَ هاتفًا، و أخذَ يحَدق بِه لبضعَة ثوَان محاوِلًا إستِيعاب ما يحصُل.

ثُم شهقَ بقُوة و رفعَ الهاتِف الذِّي عملَ بأعجوبَة، لكِن بَطاريتُه علَى وشكِ النفَاذ.

"أحقًا هذَا ما أجِده حينَ أغضَب و أركُل الأشيَاء؟، رائِع..."

حَدث نفسَه بتفَاخر، ثُم فتحَ الهاتِف ليكونَ أول ما يفعلُه هوَ الإتصَال بالطوارِئ.

لكِن لسوءِ حَظه، لا يوجَد أي إتصَال في المنطقَة، ثُم تنَهد ليفَكر بمَا قَد يفعلُه.

ثُم دخلَ أحَد تطبيقَات التوَاصل علَى الرُّغم مِن عدَم تواجُد أي إتصَال، و بدَأ يحُوم حولَ الشِقة إلى أن خرجَ منَها ليذهَب سيرًا في الممَرات.

و شهقَ بقُوة حينَ إستطَاع إلتقَاط شبكَة إنترنِت مفتوحَة، و ذهبَ يراسِل أول شَخص طرَأ علَى بالِه في نفسِ التطبِيق.

أرسلَ موقعَه و كتبَ كلامًا كثيرًا عَن نفسِه، و أرسلَ صورةً لَه حَتى ليثبِت أنه لا يكذِب.

لكِن تعَلقت كُل الرسَائل، و الهاتِف سيطفَئ في أي لحظَة، ثُم أخذَ يذهَب في أي إتجاه فقَط كَي يعيدَ لَقط الإتصَال و الشبكَة.

لكِن في الأخِير فشِل في ذلِك و نفذَ الشَحن، و أخذَ يتذَمر و يعُود لنَفس حالَة الغضَب خاصتِه في السابِق.

- Three To Four ¦¦ ثلاثَة إلَى أربعَة -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن