الفصل الحادي عشر| أفق من غفلتك|

570 47 62
                                    

بين الجنة و الجحيم ♥️
الفصل الحادي عشر

بيننا و بينهم دم و تار!
لا تُصالِح.
لا تُصالِح على الدم
حتى بـ دم! لا تُصالِح أبدًا")

______________________________________

كان جالسًا بـملامح مقتضبة و جامدة، حاجبين معقودين و عيناه تتحرك بـهدوء إلى المحلول المعلق و وجه زوجته الشاحب، عيونها المغمضة بـتعب و إرهاق، و بهوت ظاهر على قسمات وجهها المُنطفِئة..

زفر ساهر بـقوة و تعب، و نظر حوله للغرفة الفارغة ثم نهض حتى خرج من الغرفة مغلقًا الباب خلفه،
نظر بـهدوء و بسمة صغيرة ارتسمت على ثغره رغمًا عنه يتابع مالك الجالس على إحدى المقاعد في الطرقة الطويلة، و تجلس مُقابلًا له حياة التي لا تتوقف عن النظر له بعيون ضيقة و دقة كبيرة..

تحرك ساهر بخطوات هادئة و زادت بسمته إلى نظرات أخيه المنكسة أرضًا، و عيون الأخرى التي تتابعه بـحِذر و ترقب، أقترب منها هامسًا بـصوت خفيض :
- بتعملي إيه..!

رفعت كفها أمام وجهه دون الإلتفات و رددت بـحِدة :
- ششش هو كل ما أكون هجيب الكلام حد يقاطعني، أنا أول مرة أواجه صعوبة في القراءة والله..

ضحك ساهر بـذهول، و ألتفت إلى أخيه الذي رفع رأسه ناظرًا ناحيتهم،
ثم تحرك بهدوء و جلس بجانبه وهو يهتف :
- روح خلاص هناخد نتيجة التحاليل و على آخر اليوم هنرجع ملوش لزوم القعدة هنا..

طالعه مالك بصمت و هدوء دون حديث، ثم هتف بصوت خفيض :
- لا عادي، ممكن تحتاج حاجة..

ابتسم ساهر بخفة و هز رأسه بـنفي مُجيبًا :
- لا متقلقش، بعدين لو احتجت حاجة هتصل بيك، شوية و نتيجة التحاليل هتظهر و لوقتها هتكون خلصت المحاليل و نرجع..

صمت قليلًا ثم ابتسم بـخبث مطالعًا حياة الجالسة مقابلًا لهم، ثم هتف :
- وصل حياة يا مالك جبناها معانا و سابت عربيتها في البيت..

رددت حياة وهي تهز رأسها :
- لا هطلب أوبـر.......

قاطعها ساهر وهو يهتف :
- يالا يا مالك تلاقي البت زهقت و أتأخرت على بيتها..

صمت مالك وهو ينظر له، ثم نظر إليها وهي تطالع أخيه بعدم فهم، تبعها بسمتها البلهاء التي أرتسمت على شفتيها وهي تنهض تهز رأسها بإيجاب..

هتفت ببسمة كبيرة و حمقاء :
- أيوة أيوة حصل أنا اتأخرت أوي...

صمت مالك ثم تنهد بقوة كبيرة و نهض مشيرًا لها للتحرك أمامه، لـتبتسم هي بغرور تعيد خصلات شعرها إلى الخلف متحركة بهدوء و بطئ..

و تابعت تحركها برفقته حتى خرجت و وقفت أمام سيارته، ابتسمت بخفة ثم نبست ببطئ :
- مش هتفتحلي الباب؟

وقف مالك أن بعد كان يسير حتى يصعد من الإتجاه الآخر، و عاد بهدوء فاتحًا لها باب سيارته، لـتعيد هي خصلات شعرها للخلف متعمدة اصطدامهم في وجهه ثم صعدت بـغرور و برود..

" بين الجنة و الجحيم " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن