اقتباس...

400 41 13
                                    

بين الجنة و الجحيم ♥️
اقتباس..

“ أيقتلك الغياب؟
أنا يقتلني
الحضور
الباهت
الذي يُشبه
العدم

- محمود درويش

______________________________________

ملامحه الجامدة تتحول، يكاد أن يجن جنونه من صمته الدائم، سكوته المُخيف و المقلق،
اهتاجت ملامحه بعد أن وصل غضبه إلى ذروته، و الآخر لا يتوقف عن إستفزازه بصمته، ببرودته و ثباته الغريب رغم عيناه التي تظهر ضعفه و قهره و كسرته!

ردد من بين شفتيه بـصبر بدأ في النفاذ إلى من يقابله في جلسته :
- انــطق، خرست دلوقتي! بـتحمي بـ سكوتك مين هاا؟ جاوب يا عمــار، أرسلان! ولا أبوك!!

بينما بقي عمار صامتًا، ينكس رأسه و عيناه تطالع سطع الطاولة التي يسند يديه عليها، يستمع إلى كلماته دون النظر له، و دموعه متحجرة في مُقلتيه تزيد لمعة عيناه الرُمادية، خطوط حمراء تملئ عيناه و جفونه ذابلة، مُرهقة و متعبة..

أغمض عيناه بهدوء حينما نهض سليم بـغضب جاذبًا خصلاته بـقوة رافعًا رأسه وهو يصيح بـصياح مُخيف :
- انطـــق، مــاهر و أرسلان فيــن؟؟

رجفت شفتيه و أنفاسه علت بقوة و إضطراب، بقيت عيناه مغمضة دون النظر له، عقله لا يعي لشيء، تشتت و ضياع، وجع مُخيف و قهر عظيم، جرح هائل يشق روحه، ولا يستطع حتى أن ينطق، أن يتفوه بكلمة أو حتى أن يُخرج أنين!

أخرج أنفاسه بهدوء حينما أفلت الآخر خصلاته، ليعود بنظراته إلى الأسفل حيث تلك الطاولة، يطالع يديه التي قُيدت بأصفاد حديدية مُحكَمة، بقي يحدق في يديه بصمت طويل لا ينتهي، يستمع إلى كلمات الآخر الحادة و الغاضبة، تهديداته التي لا تنتهي و سبابه الذي كلما كاد أن يتفوه به يبتره!

بينما مسح سليم على خصلات شعره بغيظ وهو يشدهم بقوة يلف حول ذاته قبل أن يصرخ :
- أنتَ هتجنني! خرست بجد!! قطعولك لسانك يعني؟؟ فقدت النطق مثلًا! ساكــت ليه يا ****

صمت قليلًا وهو يتنفس بقوة و غضب يزداد، ثم صاح بحدة وهو يضرب بيديه فوق الطاولة :
- اللي بتدافع عنهم و ساكت عشانهم هما اللي غدروا بيك لو ناسي!

حدق فيه قليلًا يرى رأسه المنكسة إلى الأسفل و هتف ببسمة جانبية :
- أنتَ مختلفتش عنهم يعني! الغدر في دمك، حصل ايه دلوقتي؟؟ حصل إيه يا غــدار..

صمت وهو يتنفس بقوة قبل أن يصيح بصراخ :
- مش خونتنا؟؟ مش سرقتنا و دمرت حياتنا! مش غدرت بينا؟ جيت دلوقتي و عايز تعمل فيها شريف مش عايز تقول مكانهم!!

تراجع سليم بعد كلماته حينما شعر بالدموع في عيناه، ثم هتف بجمود و بكلمات يقوي بها نفسه و يزيد بها غيظ الآخر :
- خليك! خليك هنا تتعفن زي الكلاب لحد ما يجي يومك، جرايمك وحدهم كافيين يعدموك، وقتها أنا اللي هلف حبل المشنقة حوالين رقبتك بـنفسي..

ألتفت بعدها خلفه ناويًا الرحيل بعدما يأس من أن ينطق الآخر حتى!
بينما بقي عمار مكانه، يستمع إلى كلماته بهدوء، ثم مال برأسه جانبًا ينظر إلى يديه و تلك الأصفاد، عقله لا يتوقف عن رسم خيالات غريبة من وحي عقله!

يديه قبض عليهم بقوة و صك على أسنانه بعنف، الجميع يسعى لأذيته، الجميع يريد الخلاص منه، كلهم يتسابقون من منهم سيغدر به أولًا، لم يثق في واحد منهم من قبل، و لن يثق أبدًا... سيفعل ما بوسعه لحماية ذاته من شرهم و حقدهم عليه، سيتخلص منهم جميعًا قبل الوصول له حتى!

بعد تفكيره ذاك حسم أمره، و نهض بسرعة و شكل مُفاجئ وهو يسير بسرعة عالية إلى سليم الذي فتح الباب يهم بالخروج، عيونه أحتدت، و لمعت بشر مُخيف وهو يمد ذراعيه سريعًا جاذبًا عنق الآخر بالأصفاد التي تقيضه ساحبه معه إلى الخلف..

شهق سليم بقوة و صدمه يمد يده محاولًا جذب السلسلة الحديدية الصغيرة التي أحاطت عنقه، و الآخر قد أطبق يديه بقوة مخيفة و عنفه في إحاطه عنقه يزداد..

تأوه سليم بقوة و إختناقه يزداد أكثر، و بقي يحاول جاهدًا دفع يديه و فكهم و لكن الآخر يديه تزداد قوة و تشبث، فتح شفتيه محاولًا إلتقاط أنفاسه و لكن قوته في ذلك تضعف، زاد عمار من جذبه حتى أنه سقط به أرضًا و الآخر سقط بجانبه و قدميه تتخبط بإختناق شديد شاعرًا بذاته يلتقط أنفاسه الأخيرة..

______________________________________

رأيكم في الاقتباس ؟

احم بداية كدا أنا آسفة اوي تأخيري بيزيد بشكل مستفز عارفة😩
بس والله بجد أنا من بعد العيد وأنا بدأت ميد و عملي، و بعد انتهاء العملي بتلت أيام كان الفاينل 🙂♥️
أيام الفاينل كلها مضغوطة يوم و يوم فـ حقيقي مش لاحقة اعمل أي حاجة..

بحاول بين الأيام اتسلى مع النوفيلا في أي وقت فاضية فيه، فـ بتمنى تعذروني..

قولوا رأيكم في الاقتباس و تفاعلوا عليه لو سمحتوا يمكن تفائلوني و اقدر اكتب 😩♥️

متنسيش التصويت
و السلام عليكم ♥️

- بين الجنة و الجحيم
- حسناء محمود

" بين الجنة و الجحيم " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن