الفصل الرابع عشر |أنا طَريق... لا ضوء فيه.|

454 55 165
                                    


بين الجنة و الجحيم ♥️
الفصل الرابع عشر

لا أخفيكم سرًا
لا أطيق تحوّل العلاقات الآمنة القريبة لي.. إلى علاقات سطحية
يوجعني أن أعيدهم غرباء
بعدما كانوا أقرب الأقربين إليّ
يعز عليّ كثيرًا أن نلتقي فنتصافح ببرود
نحن الّذين كنا نتعانق بحرارة.

______________________________________

أنفاس عالية، مضطربة و مرتجفة تخرج من بين شفتيه، أقدامه تسير بـإضطراب شديد و تخبط واضح، لا...
بل إنه يركض، يركض في ظلام دامس لا يحيط سوى به، ظلام يلاحقه، يتمسك فيه حتى تلبسه..

يركض و يركض، يشعر بـأن الطريق فارغ، ساكن و كأنه يعلن الحِداد كما أعلنه قلبه و أعلنته روحه التي طالها ذلك الظلام..

ظلت أنفاسه تتلاحق بـإختناق شديد، و دموعه تتساقط على وجنتيه الشاحبة بـغزارة شديدة، فتح شفتيه مخرجًا شهقاته المختنقة و المكتومة،
و توقف للـحظات وهو يدفع البوابة الحديدية الضخمة للمنزل،
ركض في ساحة الفيلا حتى توقف أمام الباب، طرق عليه بـسرعة و ضعف في الوقت ذاته! و جاهد لإخراج صوته وهو يتمتم بـتقطع :
- عمار، عمــار..

زادت شهقاته قوة وهو يبكي بـقهر و عجز، يطرق دون توقف على الباب، انهارت أقدامه و جثى على ركبتيه بـضعف شديد أصاب أطرافه،
طرق بيد مرتجفة و ضعيفة على الباب، يشهق بقوة و شدة... لـيُفتح الباب فجأة و خرج منه عمار الذي طالعه بـملامح فزعة و منتفضة..

نظر إلى أرسلان الجالس أرضًا، و انحنى وهو يردد بفزع و ذعر :
- أرســـلان، في إيه!

بقي أرسلان يتمتم بكلمات متداخلة و غير مفهومة، يتمتم دون توقف ببُكاء و رعب امتزج بـخوف و كسرة،
تنفس عمار بقوة و قلق، و أحاطه بـذِراعه وهو يساعده على النهوض حتى أدخله إلى المنزل، لـيسير أرسلان معه بـأقدام مرتجفة فشلت في حمله فجأة و سقط على الأرض بـإستسلام شديد..

بقي عمار يطالعه بـعيون دامعة بـخوف و قلق، و هتف وهو يمسح دموعه محاولًا تهدأته :
- في إيه يا حبيبي أهدا... أهدا يا أرسلان و فهمني في إيـه..

تمتم أرسلان بـبُكاء و نبرة مرتجفة :
- سـ... سامر، سامر مات... مـ مات مات..

انتفض عمار إلى الخلف، و توسعت عيناه بقوة و صدمة وهو يردد بـفزع :
- ســـامر! سامر؟؟

نظر بعدها إلى أرسلان الذي يبكي بـفزع لا يتوقف، ينحني للأمام وهو يبكي تكاد رأسه أن تلامس الأرض، لـيُصيح عمار بـفزع و صراخ :
- أرسلان رد، سامــر مات بجد بجد بالله ؟

صاح أرسلان ببكاء و تقطع :
- خد الجرعة كاملة، خدها... خدها كلها و مات، بسببي بسببي..

تأوه بقوة تأوه طويــل،،، و بقيت دموعه تنهمر بغزارة تشق وجنتيه الشاحبة وهو يستند بيد مرتعشة على الأرض بـإرتجاف، لـينتفض على صفعة قوية كادت أن تسقطه من يد الآخر، تبعها صفعة أقوى جعلته يتأوه بـوجع أكثر، و صراخ  عمار فيه وهو يرفع وجهه بيده يردد بـقهر و حِدة :
- منبهتهوش ليــه، ليه ليــه..

" بين الجنة و الجحيم " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن