الفصل السادس عشر | أنا هُنا... لأجلك|

373 45 95
                                    

بين الجنة و الجحيم ♥️
الفصل السادس عشر

فى البداية سيحاولون الفوز بقلبِك بكُل الطُرق المُمكنةِ وغير المُمكنة، سيتقربون إليك بشتّى المُحاولات، سيتصنعون الحُب ويتجملون بالكلمات، تشعُر وكأن الحياة من قبلهم لم تكُن إلّا وقتٌ مهدور وأن الحياة بجانبهم أُنسٌ دائم وأمانٌ لا يزول..
فى المُنتصف تجدُهم يُكثرون من الغياب، يتجنبون لحظاتِ العتاب ويُلقون عليكَ سيلًا من اللومِ والإتهامات فقط لأنّك أخطأتَ بحقهم -عن غيرِ قصد- مرة أو مرتين
سيقلُ الإهتمام وتَكثُر الأكاذيب وتُخلف الوعود وتختفي عنكُم اللقاءات،
و في النهاية سيرحلون..

- لـقائلها.

______________________________________

بقيت حياة تطالعه بذهول، و كلماته تلك أفقدتها صوابها تمامًا، ابتلعت ريقها بقوة لم تقدر على إجابته، و لكنه تابع هو بهدوء شديد :
- موافقة!

قبل أن تفكر حتى في التفوه بشيء استمعت إلى صوت فتح الباب ثم إغلاقه، لـيلتفت الاثنان في الوقت ذاته إلى ناحية الباب..

بينما تجمد سليم مكانه بعد أن دخل الشقة، و نظر إلى هذا المشهد العجيب، طالع وقوف مالك و حياة التي كان يحيط خصرها بيده، و نظرات الاثنان مثبتة عليه بتجمد و صدمة من دخوله المُفاجئ..

ضم سليم شفتيه، و سار وهو ينظر لهم ببسمة جاهد لـكِتمانها، ثم ضحك بخفة وهو يشير لهم بذهول :
- إيه دا! اه يا خبيثين إيــه دا..

أنهى حديثه و تعالت ضحكاته بقوة، و زادت ضحكاته أكثر ناظرًا إلى مالك الذي ابتعد عن حياة سريعًا التي اشتعل وجهها بخجل و إحراج..

سار سليم ناحية أخيه ببسمة مكتومة و هتف :
- إيه يا شقي، مش عارف أن أنا طفشان و قاعد هنا!

نظر له مالك بهدوء، و نظر بطرف عيناه إلى أخيه الذي أتكئ بساعده على كتفه، و ضحكاته تتوقف و تعود،
لينظر إلى حياة التي بقيت واقفة بحرج، و للحق لا يُنكر، ربما تلك المرة الأولى التي يرى بها خجل و حرج على ملامحها، أعتاد شجاعتها و جرأتها التي كانت دائمًا تُفاجئه..

حك ذقنه بخفة، و تحرك بهدوء حتى أبعد يد الآخر عن كتفه و هتف :
- هات المفتاح..

نظر له سليم بعدم فهم و هتف :
- مفتاح إيـه!

أجابه مالك بهدوء شديد و برود :
- مفتاح الشقة..

مد سليم المفتاح الذي كان يمسكه بين يديه ناحية مالك بعدم فهم، و تابع بصمت أخيه الذي أخذ المفتاح و أشار له للـخارج و هتف :
- بـرا، و انسى عنوان الشقة دي..

وسع سليم عيناه بصدمة و زادت بسمته توسعًا و هتف :
- أكيد أنتَ مش قصدك تطردني صح؟

هز مالك رأسه بهدوء و هتف :
- أيوة، برا يالا..

" بين الجنة و الجحيم " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن