بين الجنة و الجحيم ♥️
الفصل الواحد و العشرونقُل لي:
لماذا اخترتني
وأخذتني بيديكَ من بين الأنامْ
ومشيتَ بي
ومشيتَ
ثمّ تَركتني
كالطفلِ يبكي في الزِّحامْ؟!ـ لقائلها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صوت نوران الذي صرخ باسم والدتها هز أرجاء المنزل، دنت منها و قلبها ينبض بسرعة، أمسكت يدها بيد مرتجفة وهي تردد باسمها دون توقف و بكاء، صاحت برعب و فزع :
ـ ماما، ماما حبيبتي ردي عليا.... مـالك مالك..صاحت باسم أخيها تستغيث به، و قد كان وصل مالك إلى الأعلى بعدما نادته حياة بسرعة،
ابعدها مالك بسرعة عن والدته يراها تنفجر في البكاء بفزع كبير و رعب، لتسحبها كارما و حياة حتى نهضت عن الأرض يحاولون تهدئتها و بث بعض من الطمأنينة داخلها..ربت مالك بقلق كبير على وجنة والدته يرى عدم استجابتها له، ليهم بسرعة وهو يرفعها بين يديه يضعها على فراشها، تنفس بقوة و قلق وهو يلتفت إلى سليم الذي لحق له، و بقي واقفًا عند الباب بملامح منكمشة بقوة لا يعرف لتعبه أم خوفه على والدته..
أخرج مالك الهاتف وهو يزفر بقوة و حدة متصلًا بالإسعاف بسرعة، و أنفاسه تتعالى بقوة أكبر يشعر بسكون والدته الغريب، أنفاسها البطيئة و وجها الشاحب بشحوب قوي..
بعد اتصاله بالإسعاف بقيت والدته بين يديه، ينادي باسمها، يربت على وجنتيها برفق و قلق، لا يعرف ما بها و ما مصابها تحديدًا، و لكن الشيء الوحيد الذي يعلمه هو أن أنفاسها تضعف أكثر و ضربات قلبها غير منظمة..
بقي ينادي باسمها و قلبه يأكله الفزع، ضيق صدره يزداد و يشعر و كأن الوقت لا يمر، الزمن يتباطأ و الإسعاف لا يصل لينقذ والدته،
والدته التي بقي مهدد بخسارتها بفعل إخوته! أو من اعتبرهم إخوته يومًا!!بينما بقي سليم واقفًا، بعيون دامعة و أنفاس ثقيلة، يرى انهيار أخته التي كان يأكلها فزع و رعب الفقد، يرى والدته التي لا تستجيب لأي محاولات يفعلها أخيه لـيعيدها إلى وعيها،
ضربات قلبه تعالت حتى كادت أن تنفجر في صدره، و لازال عقله يعيد له الدقائق الماضية بكل ما فيها..هل يصدق ما عرفه!! أرسلان حقًا هو المتسبب في موت أخيه!! كيف يصدق هذا وهو أكثر ما شهد انهياره عند موته، بكاءه في أحضان والدته لفقده ل رفيقه و أخيه، كيف يمكن أن تكون كل تلك المشاعر كذبة و تمثيل!!
إن صدق أن ماهر قتل والده ف كيف له أن يصدق حقيقة أرسلان البشعة، مازال يصدم فيه، مازال أرسلان يكسره و يخيب آماله و ثقته..بقي واقفًا و عيونه تزداد دموعها، لا يقدر على الإقتراب حتى للإطمئنان على والدته، و الثواني تمر كـسكاكين في قلبه توجعه و تُكسره..
أنت تقرأ
" بين الجنة و الجحيم "
Mistero / Thrillerحين تكون مُجبر لإعتزال ما تحبه ، لأنه يُؤذيك أيزيد الحب بـمقدار الألم ! أيزيد السماح بـمقدار الأذى ! أيزيد التعلق بـمقدار البُعد ! أيزيد العطاء بـمقدار الفقد ! أتزيد الثقة بـمقدار الخيانة ...!!! - بين الجنة و الجحيم - حسناء محمود